. و أما عند علماء الظاهر و أهل الكلام فلما
كان إطلاق الأسماء عليه تعالى بالتوقيف الشرعي فلا شبهة في عدم جواز إطلاق الوجود
عندهم بل الموجود أيضا على ذاته تسمية و أما توصيفا ففيه خلاف للخلاف المحقق بينهم
في أن كل صفة أو فعل لا يوجب نقصا عليه و لا نقصا لواجبيته فهل يجوز إطلاقه عليه
تعالى قيل لا و قيل نعم و هو الصواب لاشتراك مفهوم الوجود و الشيئية و غيرهما بين
الواجب و الممكنات و أما ما ذكره صاحب العروة من أن عالم الذات الواجبية وراء
الوجود و العدم بل هو محيط بهما جميعا فالظاهر أنه لم يرد به حقيقة الوجود بل
مفهومها الانتزاعي و به يحمل منعه عن إطلاق الوجود عليه تعالى و نكيره الطائفة
الوجودية من الحكماء و العرفاء إذ لا شبهة في أن مفهوم الوجود الانتزاعي ليس عينا
للذات الأحدية فلا يصح حمله عليها بهو هو لكن حمل كلام المحققين على الوجه الذي
حمله و رتبه عليه نكيرهم بعيد عن الصواب و كيف و جميع المحققين من أكابر الحكماء و
الصوفية قائلون بتنزيه ذاته تعالى عن وصمة النقص و امتناع إدراك ذاته الأحدية لأحد
بالكنه إلا بطريق خاص العرفاء هو إدراك الحق بالحق عند فناء السالك و استهلاكه
فيه.
و من تأمّل في
كتبهم و زبرهم تأملا شافيا يتضح لديه أنه لا خلاف لأحد من العرفاء و المشايخ و لا
مخالفة بينهم في أنه تعالى حقيقة الوجود.
و يظهر له أن اعتراضات
بعض المتأخرين عليهم خصوصا الشيخ علاء الدولة السمناني في حواشيه على الفتوحات على
الشيخ العربي و تلميذه المحقق القونوي يرجع إلى مناقشات لفظية أو اختلافات