اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 6 صفحة : 385
العلم للمعلوم[1]لا
يجري إلا في العلوم الانفعالية الحادثة لا في العلم القضائي الرباني لأنه سبب وجود
الأشياء و السبب لا يكون تابعا للمسبب و لعل ذلك المحقق الناقد إنما ذكر ذلك
الجواب نيابة عن المعتزلة القائلين بثبوت الأشياء بحسب شيئيتها في الأزل.
فالحق في الجواب أن يقال إن علمه و إن كان سببا مقتضيا لوجود الفعل
من العبد لكنه إنما اقتضى وجوده و صدوره المسبوق بقدرة العبد و اختياره
گر خرابم
كنى اى عشق چنان كن بارى
كه نبايد دگرم منت تعمير كشيد
[2]لكونها من جملة أسباب الفعل و علله و الوجوب بالاختيار لا
ينافي الاختيار بل يحققه فكما أن ذاته تعالى علة فاعلة لوجود كل موجود و وجوبه و
ذلك لا يبطل توسيط العلل و الشرائط و ربط الأسباب بالمسببات فكذلك في علمه التام
بكل شيء الذي هو عين ذاته كما في العلم البسيط و العقل الواحد أو لازم ذاته كما في
العلم المفصل و العقول
[1]و قال في التجريد العلم تابع بمعنى أصالة الموازنة في
التطابق و عند العرفاء تابعية العلم أنما هي في التعين و التلون لكونه نورا لا لون
له، س قده
[2]و هذا كاف في كون الفعل اختياريا لأن الفعل الاختياري هو
الفعل الذي هو مسبوق بالاختيار لا ما هو اختياره مسبوق بالاختيار فمع كون الاختيار
ليس بالاختيار يكون الفعل مسبوقا بالاختيار و القدرة صدور الفعل عن علم و مشية
ففعلك قد سطر في الألواح القضائية و القدرية مع أسبابه أي سطر قدرتك و إرادتك و
اختيارك أولا ثم فعلك عقيبها فكما فعلك حتم إذ جرى به القلم و استطر به اللوح فكذا
اختيارك حتم لأن العلة واحدة و إنما يحقق هذا اختيارك إذ ليس هذا الاختيار مما
يمكن أن يكون فيك و أن لا يكون بل حتم لازم أن يكون.
و أيضا كما أن الوجود وجودك فالاختيار اختيارك و إن تنف عن نفسك
الاختيار فانف وجودك و إنيتك عنك و إلا فنفي الصفات و اللوازم و الآثار و إثبات
الموصوف و الملزوم شيء غريب- وجودك ذنب لا يقاس به ذنب-
گر خرابم كنى اى عشق چنان كن بارى
كه نبايد دگرم منت تعمير كشيد
،س قده
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 6 صفحة : 385