responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 96

الجسم عن النور من غير انضياف صفة أخرى و لا إضافة قوة إمكانية لم يكن حاله إلا هذه الظلمة و متى كان كذلك لم يكن أمرا وجوديا بل سلبيا محضا [1].

و اعلم أن الألوان غير موجودة بالفعل في حال كونها مظلمة عند الشيخ و أتباعه- و الدليل عليه أنا لا نراها في الظلمة فهو إما لعدمها أو لوجود عائق عن الإبصار و الثاني باطل فإن الظلمة عدمية و الهواء نفسه غير مانع من الرؤية كما إذا كنت في غار مظلم و فيه هواء كله على تلك الصفة فإذا صار المرئي مستنيرا رأيته و لا يمنعك الهواء الواقف بينه و بينك و ربما يقال هذا الترديد غير حاصر لاحتمال شق آخر و هو عدم شرط الرؤية.

و يدفع بأن اللون إذا كان في نفسه من الكيفيات المبصرة فعند وجود الحس الصحيح يجب أن يكون مدركا و إلا لم يكن في نفسه مرئيا.

و لقائل أن يقول لا شك أن اللون له ماهية في نفسه و له إنه يصح أن يكون مرئيا- فلعل الموقوف على وجود الضوء هو هذا الحكم.

و بالجملة للجسم مراتب ثلاث استعداد أن يكون له لون معين و وجود ذلك اللون و كونه بحيث يصح أن يرى فلم لا يجوز أن يكون المتوقف على وجود الضوء هذا الحكم الثالث لا أصل وجود اللون.

أقول و الأولى أن يجعل هذه المسألة متفرعة على مسألة كون اللون عين الضوء أو غيره فإن كان من مراتب الضوء لم يكن موجودا حالة الظلمة و إن كان غيره أمكن أن يكون موجودا في تلك الحالة و لا نراها لفقدان شرط الإبصار.

تذنيب-

ربما يظن أن الظلمة من شرائط رؤية بعض الأجسام كالأشياء التي تلمع بالليل و


[1] هذا الكلام يشعر بظاهره على أن تقابل الظلمة مع الضوء تقابل السلب و الإيجاب لا تقابل العدم و الملكة كما هو المذكور في كلام غيره فتبصر، إسماعيل‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست