responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 89

نفسه فيكون حقيقة بسيطة كالوجود منقسما بانقسامه فمنه نور واجب لذاته قاهر على ما سواه و منه أنوار عقلية و نفسية و جسمية و الواجب تعالى نور الأنوار غير متناهي الشدة- و ما سواه أنوار متناهية الشدة بمعنى أن فوقها ما هو أشد منها و إن كان بعضها كالأنوار العقلية لا يقف آثارها عند حد و الكل من لمعات نوره حتى الأجسام الكثيفة فإنها أيضا من حيث الوجود لا تخلو من نور لكنه مشوب بظلمات الأعدام و الإمكانات كما بيناه في شرحنا لحكمة الإشراق و إن أريد به هذا الذي يظهر به الأجسام على الأبصار فاختلفوا في حقيقته فمنهم من زعم أنه عرض من الكيفيات المحسوسة.

و منهم من زعم أنه جوهر جسماني‌

لكن ينبغي على من يرى أنه عرض أن يعلم أنه ليس من الأعراض التي تحصل بانفعال المادة و بالاستحالة بل يقع دفعة من المبدإ الفياض في محل قابل إياه إما بمقابلة نير و إما بذاته و كذا ينبغي على من يزعم أنه جسم أن يذعن أنه ليس من الأجسام المادية المشتملة على قوة استعدادية تنفعل بها عن تأثير فاعل غريب فهو على تقدير جسميته يكون خاليا عن الكيفيات الانفعالية- كالرطوبة و اليبوسة و الثقل و الخفة و اللين و الصلابة و أمثالها و كذا عن الكيفيات الفعلية المقتضية لتلك الانفعالات كالحرارة الموجبة للحركة إلى فوق و للتفريق و الجمع و ما شابهها و كالبرودة الموجبة للثقل و الكثافة و الجمود و أمثالها بل لا بد و أن يكون من الأجسام الكائنة دفعة بلا استحالة و انتقال لكن الزاعمين أنه جسم اشتهر بينهم أن النور أجسام صغار تنفعل عن المضي‌ء و يتصل بالمستضي‌ء و ذلك ممتنع لأن أكثر النيرات المضيئة أجرام كوكبية دائمة الإنارة لا ينفصل أجزاؤها عنها دائما و إلا يلزمها الذبول و الانتقاص و خلو مواضعها عن تمام مقدارها أو مقدار أجزائها- أو كونها دائمة التحليل مع إيراد البدل عما يتحلل عن جرمها فيكون أجسامها أجساما مستحيلة غذائية كائنة فاسدة و ذلك محال من الفلكيات و أما الذي ذكر في كتب الفن لإبطال مذهب القائلين بكون الأنوار المبصرة أجساما فوجوه‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست