responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 57

لاتحاد الماهية وجه آخر الخلاء الموجب للدفع و حركة الجسم إلى فوق لا بد و أن يكون ملازما له منتقلا معه فيحتاج الخلاء إلى مكان طبيعي له حتى يكون مطلوبا يتحرك إليه ثم إن لم يكن ملازما بل لا يزال الجسم يستبدل في حركته خلاء بعد خلاء فلا يكون ملاقاته للخلاء إلا في آن و في الآن الواحد لا يحرك شي‌ء شيئا و بعد الآن لا يكون ملاقيا له إلا أن يقولوا إن الخلاء يعطي للجسم قوة محركة يحركه إلى جهة و هذا ينافي تشابه الخلاء.

تذنيب-

زعم المتكلمون أن مكان الجسم ما يستقر عليه الجسم فيمنعه من النزول ثم لما تأملوا عرفوا أن الجسم الأسفل ليس بكليته مكانا للجسم الذي فوقه بل سطح الأسفل هو المكان مع أنهم يجعلون للسهم النافذ في الهواء مكانا مع أنه ليس تحته ما يمنعه من النزول فلو كان الأسفل لكان سطح منه و من الناس من يجعل السطح مكانا كيف كان و يقولون كما أن سطح الجرة مكان الماء كذلك سطح الماء مكان للجرة.

و احتجوا بأن الفلك الأعلى ذو مكان لأنه متحرك و ليس له نهاية حاوية من محيط- فمكانه سطح ما تحته و الحجة ضعيفة لأن حركة الفلك ليست مكانية بل وضعية و مما دل على فساد مذهبهم بل مذهب القائلين بالسطح مطلقا.

أن الجمهور اتفقوا على أن الجسم الواحد ليس له إلا مكان واحد كما مرت الإشارة إليه و من الناس من ذهب إلى أن مكان الجسم جسم يحيط به من جهة الإحاطة- و يرد عليه أنه [يلزم‌] أن يكون المكان من قبيل الإضافات و أن لا يكون للمحدد مكان- فعلم أن أسلم المذاهب و أتمها القول بالبعد و هذا البعد امتداد غير وضعي لذاته ليست إحاطته للأبعاد الجسمانية و لا انطباقه عليها إحاطة و انطباقا لذي وضع بذي وضع آخر و عليه براهين تناهي الأبعاد الوضعية لا يجري في بيان تناهيه لعدم كونه ذا وضع‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست