responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 160

محزانا ساكن الغضب إلا في أمر عظيم و ثبت غضبه دون ثبات الحار المزاج الذي يشاكله في سائر الأوصاف و فوق ثبات الرقيق القوام و يكون حقودا.

قال الشيخ في سبب شدة الفرح في شارب الخمر و شدة الغم في السوداوي‌

أما الأول‌

فلأن الخمر إذا شربت باعتدال ولدت روحا كثيرة معتدلة في الرقة و الغلظ شديدة النورانية و ذلك هو السبب الأول و سببيته للفرح أن الروح إذا كانت كثيرة معتدلة ساطعة يستعد للانفعال من أدنى سبب من المفرحات فإن المستعد للشي‌ء يكفيه أضعف أسبابه مثل الكبريت في الاشتعال فإنه يشتعل بأدنى نار لا يشتعل الحطب بأضعافها و لهذا يكثر فرح شارب الخمر حتى يظن به أنه يفرح لذاته- و ليس كذلك لأن حدوث أثر لا عن مؤثر محال.

و السبب الثاني‌

أن تلك الأرواح يكون الدماغية منها شديدة الرطب و شديد التموج لما يتصعد إليها من البخارات الرطبة المضطربة فلرطوبتها لا يذعن للتحريك اللطيف الروحاني و لاضطرابها لا يذعن للتشكيل الروحاني و حينئذ يصعب على العقل- أن يستعمله في الحركات الفكرية فيعرض القوة العقلية عنها إعراضا بقدر مقتضى حالها ريثما يعتدل مزاجها و يسكن تموجها.

و إذا قل استعمال العقل لتلك الأرواح صارت تلك الأرواح مشغولة بما يرد عليها- من الأسباب الخارجة و لذلك تأثرها من الأسباب النافعة في اللذة أكثر من تأثرها من الأسباب النافعة في الجميل و من النافعة في الحال أكثر من النافعة في المستقبل و من الذي بحسب الظن أكثر من الذي بحسب العقل.

و السبب الثالث‌

أن الحس الظاهر أقدر على تحريك الروح الباطن من العقل على تحريكه و لذلك فإن العقل إذا استصعت الروح الباطن عليه استعان بالحس فيمكن منه كما في العلوم الهندسية و إذا كان كذلك قل تأثير المفرحات المستقبلة- و الجميلة و العقلية في نفس الشارب و استولى عليه تأثر المفرحات اللذيذة و العاجلة

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست