responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 152

و جعل التعلق الأول من القوى النفسانية مختصا بهذا الروح و فائضا ثانيا بتوسطه في الأعضاء البدنية و مادة الروح لطيف الأخلاط و بخاريتها كما أن مادة خلقة الجسد من كثيف الأخلاط و أرضيتها فنسبة الروح إلى صفوة الأخلاط كنسبة الجسد إلى كدرها و كما أن الأخلاط إنما يتجوهر منها الأعضاء لامتزاج بينها يؤدي إلى صورة واحدة مزاجية يستعد بها لقبول الأحوال التي لم يستفد من العناصر كذلك الصفوة من الأخلاط إنما يتجوهر منها الأرواح لقبول القوى النفسانية التي لم يستفد من البسائط.

ثم‌ إنك ستعلم أن المبدأ الإلهي عام الفيض دائم الجود لا لتخصيص فيضه و جوده من قبله بواحد دون واحد و لا بوقت دون سائر الأوقات بل إنما يقع التخصيص بواحد أو وقت دون واحد و وقت آخرين من جهة تخصيص المواد و الأسباب الناشئة من قبلها لا من قبله فلا جرم لا بد لنا أن نعرف الأسباب المعدة لوجود هذه الكيفيات النفسانية- لأن لا يعترينا شك في عدم تغير واجب الوجود و صفاته الأولية أعاذنا الله من ذلك- فاتفق الحكماء و الأطباء على أن الفرح و الغم و الخوف و الغضب كيفيات تابعة للانفعالات الخاصة بالروح الذي ينبعث عن التجويف الأيسر من القلب و يسري صاعدا لطيفه إلى الدماغ و هابطا كثيفه إلى الكبد و سائر الأعضاء.

ثم‌ إن كلا من هذه الانفعالات يشتد و يضعف لا بسبب الفاعل فإنما يتبع في اشتداده و ضعفه اشتداد استعداد جوهر المنفعل و ضعفه.

و الفرق‌ بين القوة و الاستعداد كما وقعت الإشارة إليه في مباحث القوة و الفعل و في غيرها أن القوة تكون بعيدة و الاستعداد قريبا و أن القوة على الضدين سواء و الاستعداد على الضدين لا يكون سواء فإن كل إنسان يقوى على أن يفرح و يحزن إلا أن منهم من هو مستعد للفرح فقط و منهم من هو مستعد للغم فقط و الاستعداد استكمال القوة بالقياس إلى أحد المتقابلين فلنذكر السبب لحصول الاستعداد للفرح.

فنقول إن الذي يعد النفس للفرح أمور ثلاثة

كما ذكره الشيخ في رسالته في‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست