responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 129

سبب الإيلام الشديد في السموم ربما كان لأجل تقطيعات كثيرة في العضو مع وجود القوة الحسية و أما قطع العضو ففيه تفريق واحد و مع ذلك لم يبق القوة اللمسية- التي للعضو المفصول بل للباقي كان المحل الباقي الذي وصل أثر القطع إليه أو قبل ذلك القطع أقل قدرا من العضو الذي سرى فيه أثر التفرق الحاصل من ذلك السم.

و اعلم أن لكل من هذه المذاهب وجه صحيح- أما الذي ذكره الأطباء فيمكن تصحيحه بأن المؤلم ليس نفس تفرق الاتصال بل صورته الحادثة لأن هذه الموجودات جسمانية الوجود و الوجود كما مر عين الوحدة فوجودها يتقوم بوحدة الاتصال و التفرق ضده و ضد الوجود سبب ذاتي للألم لأن إدراكه كما مر هو الألم.

و أما مذهب مخالفيهم و هو أن المؤلم هو سوء المزاج فلأن نسبة الكيفية المزاجية إلى الوحدة الاتصالية كنسبة الصورة إلى المادة و الشي‌ء شي‌ء بصورته لا بمادته فالحيوان حيوان بصورة مزاجه لا بمادة جسده إلا بالعرض حتى لو أمكن صورة الكيفية المزاجية الحيوانية بلا مادة لكان حيوانا فضد كل حيوان بما هو ذلك الحيوان من حيث الصورة مزاج آخر يخالف مزاجه و من حيث المادة اتصال آخر يخالف اتصاله و جانب الصورة هو الأصل فالمضاد المؤلم بالذات له هو سوء المزاج المختلف له لا تفرق اتصاله.

و أما مذهب الشيخ و من تبعه و هو الأصح الأحق فلأن التركيب بين المادة و الصورة اتحادي فصلاح كل منهما صلاح الآخر و فساده فساده‌

فصل (6) في أن المؤلم أي نوع من سوء المزاج‌

اشترط الشيخ‌ في سوء المزاج المؤلم أن يكون حارا أو باردا لا رطبا و يابسا

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست