اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 421
حيث قال و الذي يجب وجود لغيره دائما فهو أيضا غير بسيط الحقيقة لأن
الذي له باعتبار ذاته فإنه غير الذي له من غيره و هو حاصل الهوية منهما جميعا في
الوجود- فلذلك لا شيء غير واجب الوجود يعرى عن ملابسة ما بالقوة و الإمكان
باعتبار نفسه- و هو الفرد الحقيقي و ما عداه زوج تركيبي انتهى فالذي له باعتبار
ذاته هو ماهيته- و الذي له من غيره هو وجوده و هويته منتظمة من هاتين الجهتين
انتظام الجسم من الهيولى و الصورة و لهذا أسند القوة و الإمكان إلى الماهية
استناده إلى المادة- و إن كان بين هذا التركيب و تركيب الجسم من الهيولى و الصورة
فرق و كذا بين معنيي الإمكان في الموضعين كما ستطلع عليه[1]إن شاء الله تعالى.
ثم لا يختلجن في وهمك أنهم لما أخرجوا الماهية عن حيز الجعل فقد
ألحقوها بواجب الوجود و جمعوها إليه في الاستغناء عن العلة لأن الماهية إنما كانت
غير مجعولة لأنها دون الجعل لأن الجعل يقتضي تحصيلا ما و هي في أنها ماهية لا تحصل
لها أصلا أ لا ترى أنها متى تحصلت بوجه من الوجوه و لو بأنها غير متحصلة كانت
مربوطة إلى العلة حينئذ لأن الممكن متعلق بالعلة وجودا و عدما و واجب الوجود إنما
كان غير مجعول لأنه فوق الجعل من فرط التحصل و الصمدية فكيف يلحق ما هو غير مجعول
لأن الجعل فوقه بما يكون غير مجعول لأنه فوق الجعل فافهم.
و لقد أصاب الإمام الرازي حيث قال إن القول بكون الماهيات غير
مجعولة- من فروع مسألة الماهية المطلقة و إنها في أنفسها غير موجودة و لا معدومة.
تفريع: احتياج الماهية و الطبائع الكلية إلى أجزائها
كالجنس و الفصل أو كالمادة و الصورة احتياج تقومي بحسب نفس قوامها من
حيث هي أو بحسب قوامها موجودة و احتياجها إلى فاعلها و غايتها احتياج صدوري
فالأوليان علتان للماهية سواء كان مطلقا أو بحسب نحو من الوجود و الأخريان علتان
لوجودها- فإذن نسبة العلية و المعلولية بمعنى الإصدار و الصدور إلى الماهيات لا
تصح إلا باعتبار
[1]لعل المراد الاطلاع على الفرق بين التركيبين و أما فروق
الإمكانين فقد مضت لكن مثل هذا ليس بعزيز في كلامه و الأمر سهل، س ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 421