اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 356
كل من الطبائع الإمكانية و المفهومات العقلية لا يأبى مفهومها و
معناها عن لحوق شيء إليها و زواله عنها مما هو غير ذاتها و ذاتياتها من الوجود و
العدم و غيرهما و ذلك لعدم قيام الوجود بذواتها الناقصة في الواقع فلا يأبى العدم
و لو في زمان انصباغها بصبغ الوجود و ظهورها بنوره و أما بالنظر إلى إفاضة الحق و
تجليه في صور الأسماء و الصفات و إبقائه للحقائق إلى غاية معلومة عند علمه المحيط
بكل شيء على ما هي عليها فهي ممتنعة العدم مستحيلة الفساد فتجويز العدم على شيء
باعتبار مرتبة من التحقق و درجة من الوجود من أغاليط الوهم و أكاذيب المتخيلة هذا
تحقيق الكلام في هذا المرام- على ذوق أرباب العرفان و وجدان أهل الإيقان
و هاهنا استبصارات تنبيهية
ذكرها شيوخ الفلسفة العامية و رؤساؤهم في زبرهم- يناسب أهل البحث و
يكفي لصاحب الطبع المستقيم إذا لم يعرضه آفة من العصبية و اللجاج بل الحكم بامتناع
إعادة المعدوم بديهي عند بعض الناس كما حكم به الشيخ الرئيس و استحسنه الخطيب
الرازي حيث قال كل من رجع إلى فطرته السليمة- و رفض عن نفسه الميل و العصبية شهد
عقله الصريح بأن إعادة المعدوم ممتنع-
الأول منها لو أعيد المعدوم بعينه لزم تخلل العدم بين الشيء و
نفسه
فيكون هو قبل نفسه قبلية بالزمان و ذلك بحذاء الدور الذي هو تقدم الشيء
على نفسه بالذات- و اللازم باطل بالضرورة فكذا الملزوم.
و رد بمنع ذلك بحسب وقتين فإن معناها عند التحقيق تخلل العدم بين
زماني وجوده و اتصاف وجود الشيء بالسابق و اللاحق نظرا إلى وقتين لا ينافي اتحاده
بالشخص.
و أنت تعلم سخافة هذا الكلام بتذكر ما أصلناه من أن وجود الشيء
بعينه هويته الشخصية فوحدة الذات مع تعدد الوجود غير صحيح و أما توهم الانتقاض
بالبقاء فهو ساقط لأن الذات المستمرة وحدتها باقية و التكثر بحسب تحليل الذهن ليس
في الحقيقة إلا للزمان بهويته الاتصالية الكمية فينحل في الوهم إلى الأجزاء- و
تكثر أجزاء الزمان مستتبع لتكثر نسبة الذات الواقعة فيها المنحفظة وحدتها
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 356