responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 309

و يحس صور الأشياء الخارجية بالباصرة و غيرها كذا ينظر إلى صورها الباطنية- و يشاهدها بحواسها الباطنية من غير حلولها في ذات النفس و الوجدان لا يحكم بالتفرقة بين المشاهدة في اليقظة و المشاهدة في النوم.

ثم على تقدير أن يكون للصور الخيالية قيام حلولي بالنفس نقول إن شرط [1] الاتصاف بشي‌ء الانفعال و التأثر منه دون مجرد القيام فإن المبادي الفعالة لوجود الحوادث الكونية مع أن لها الإحاطة العلمية على نحو ارتسام صور تلك الأشياء فيها كما هو مذهبهم لكن لا يتصف بالكائنات و أعراضها الجسمية لأن قيام الصور الكونية بمباديها العالية من جهة الفعل و التأثير في تلك الصور دون الانفعال و التأثر عنها و لا نسلم أن مجرد قيام الشي‌ء بالشي‌ء يوجب اتصافه بذلك الشي‌ء من غير تأثر و تغير و لست أقول أن إطلاق المشتق بمجرد هذا لا يصح أم يصح لأن ذلك أمر آخر- لا يتعلق بغرضنا في هذا المقام أصلا

الوجه الثاني و هو أيضا مما يستفاد من الرجوع إلى ما سبق‌

من التحقيق في اختلاف نحوي الحمل فإن مفهوم الكفر ليس كفرا بالحمل الشائع فلا يلزم من الاتصاف به الاتصاف بالكفر حتى يلزم أن من تصور الكفر كان كافرا و كذا الحكم في أنحاء هذا المثال فليحسن المسترشد إعمال رويته في ذلك التحقيق لينحل منه‌


[1] إن قلت كيف لا يكون للنفس انفعال من الصور العلمية و لم تكن هي له ثم كانت و ليس الانفعال التجددي إلا هذا كيف و قد سموا علم النفس انفعاليا و علم المبادي فعليا.

قلت المراد منع انفعال النفس من حقائقها المتحققة في عالم الكون المادي أي ذوات الصور المحفوظة الماهيات في الموطنين و الدليل عليه قدس سره الصور الكونية و قوله لا يتصف بالكائنات فالمراد منع فاعلية الصور المادية في النفس و منع انفعالها منها و إنما لها أعداد لأن يفيض الصور من الواهب كما هو مذهبهم أو من النفس كما هو مذهبه قدس سره- و لو سلم فعندهم الإدراكات الجزئية في النفس بفاعلية ذوات الصور فيها و أما على طريقة المصنف قدس سره فصورها تنبعث من ذات النفس و باطن ذاتها فلا عجب في كون قيام الصور بها حلوليا و ارتساميا و عدم الانفعال عنها و عن ذاتها كيف و معيار الانفعال أن يكون الصور من الغير و أن يكون قبولها بمدخلية المادة لا عدم الارتسام كما في الصور المرتسمة في المبادي العالية، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست