responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 240

يصدق على نفسه بأحد الحملين و مقابله يصدق عليه بالحمل الآخر و هذا مناط صحة الحكم عليه بأنه ممتنع الوجود

فصل (20) في أن الممتنع كيف يصح أن يستلزم ممتنعا آخر

[1] و اعلم أن من عادة عامة الجدليين أن يقولوا هذا المفروض لما كان محالا جاز أن يستلزم محالا آخر أي محال كان و هذا ليس بصحيح كلية إذ لا فرق بين المحال و الممكن في أن الاستلزام بين شيئين لا يثبت إلا بعلاقة ذاتية فإن معنى الملازمة هو كون الشيئين بحيث لا يمكن في نظر العقل نظرا إلى ذاتيهما وقوع تصور الانفكاك بينهما و هذا مما يستدعي العلاقة العلية الإيجابية إما بين نفس العلة و معلولها و إما بين معلولي علة واحدة على الوجه الذي سيجي‌ء في مبحث التلازم بين الهيولى و الصورة- أ لم تسمع قول الميزانيين إن الشرطية اللزومية ما يكون الحكم فيها بصدق التالي- على تقدير صدق المقدم لعلاقة بينهما طبيعية و لهذا يمتاز عن الشرطية الاتفاقية و كما أن الاستلزام لا يتحقق إلا بتحقق العلاقة الطبيعية بالفعل فجواز الاستلزام لا يكون إلا بجواز تحقق العلاقة فكل ما صح عند العقل أن يكون بين المحالين على تقدير تحققهما علاقة ذاتية يكون بحسبها اللزوم جاز أن يحكم بالاستلزام بينهما و إلا بطل بتة فإذن المحال قد يستلزم محالا آخر إذا كان بينهما علاقة ذاتية سواء كانت معلومة بالضرورة كاستلزام تحقق مجموع ممتنعين ذاتيين تحقق أحدهما و كاستلزام حمارية زيد مثلا ناهقيته أو بالاكتساب كما أن الدور يستلزم‌ [2] التسلسل و قد لا يستلزم‌


[1] هذا تفصيل الإجمال السابق و لو حذفه هناك لكان أولى، س ره‌

[2] بيان استلزامه إياه أن نقول إذا توقف ألف على ب و ب على ألف كان ألف مثلا موقوفا على نفسه و هذا و إن كان محالا لكنه ثابت على تقدير الدور و لا شك أن الموقوف عليه غير الموقوف فنفس ألف غير ألف فهناك شيئان ألف و نفسه و قد توقف الأول على الثاني و لنا مقدمة صادقة و هي أن نفس ألف ليست إلا ألف و حينئذ يتوقف نفس ألف على ب و ب على نفس ألف فيتوقف نفس ألف على نفسها أي على نفس نفس ألف فيتغايران لما مر ثم نقول إن نفس نفس ألف ليست إلا ألف فيلزم أن يتوقف على ب و ب على نفس نفس ألف و هكذا تسوق الكلام حتى يترتب نفوس غير متناهية في كل واحد من جانبي الدور هكذا قرره السيد الشريف في حاشية المطالع و التفصيل يطلب من هناك.

أقول يمكن بيانه بوجه أسد و أخصر و هو أنه على تقدير الدور توقف ألف على ب و ب على ألف ثم توقف ألف على ب و ب على ألف ثانيا و ثالثا و رابعا و هلم جرا و إنما لم يقف في المرة الأولى لأن هذه التوقفات في قوة شرطيات بلا وضع مقدم فكأنك قلت إن وجد ب وجد ألف و إن وجد ألف وجد ب ثم إن وجد ب وجد ألف و هكذا و لا يبلغ في شي‌ء من المراتب إلى أن يقال لكنه وجد ب فوجد ألف أو لكنه وجد ألف فوجد ب حتى يلزم وضع التالي و يقف السلسلة، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست