responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 238

فصل (19) في أن الممتنع أو المعدوم كيف يعلم‌

كل ما كان معلوما فلا بد أن يكون متميزا عن غيره و كل متميز عن غيره فهو موجود فإذن كل معلوم موجود و ينعكس انعكاس النقيض أن ما لا يكون موجودا لا يكون معلوما لكنا قد نعرف أمورا كثيرة هي معدومة و ممتنعة الوجود و مع ذلك فهي معلومة مثل أنا نعلم عدم شريك الباري و عدم اجتماع النقيضين فكيف يمكن الجمع بين هذين القولين المتنافيين ظاهرا.

فنقول المعدوم لا يخلو إما أن يكون بسيطا و إما أن يكون مركبا فإن كان بسيطا مثل عدم ضد الله تعالى و عدم شريكه و عدم مثله و غير ذلك فذلك إنما يعقل لأجل تشبيهه بأمر موجود [1] مثل أن يقال ليس له تعالى شي‌ء نسبته إليه نسبة السواد إلى البياض و لا له ما نسبته إليه نسبة المندرج مع آخر تحت نوع أو جنس فلو لا معرفة المضادة أو المماثلة أو المجانسة بين أمور وجودية لاستحال الحكم بأن ليس لله تعالى ضد أو مماثل أو مجانس أو ما يجري مجراها من المحالات عليه و إن كان مركبا مثل العلم بعدم اجتماع المتقابلين كالمضادين فالعلم به إنما يتم بالعلم بأجزائه الوجودية- مثل أن يعقل السواد و البياض ثم يعقل الاجتماع حيث يجوز [2] ثم يقال الاجتماع الذي هو أمر وجودي معقول غير حاصل بين السواد و البياض فالحاصل أن عدم‌


[1] فيه أن تشبيه شي‌ء بشي‌ء يستدعي ظهوره و تميزه عند المشبه و في الصورة المفروضة لا يتصور ذلك فافهم، ن ره‌

[2] فإن كان الأمر على ما قلت و قررت و أظهرت و صورت فالممتنعات و المعدومات المطلقة المركبة كلها يعلم و يخبر عنه فما معنى قولكم إن المعدوم المطلق و الممتنع بالذات- الذي هو أيضا معدوم و باطل رأسا لا يعلم و لا يخبر عنه و يمتنع أن يعلم و يخبر عنه فلا يبقى لقولكم هذا معنى أصلا و المقصود الأصلي هاهنا كما لا يخفى إنما هو أن الذي لا تميز له و لا علم به و لا خبر عنه أصلا كيف يتصور و يحكم عليه بما ذكرناه فافهم جدا، ن ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست