اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 158
و منها نسب ضرورية يكون لها علة هي نفس ذوات الموضوعات
ككون المثلث ذا الزوايا القوائم و ضرورتها أيضا ذاتية بالنظر إلى
اقتضاء ذات الموضوع و لكن مع وصف الوجود لا بالوصف و كذا مجرد مفهوم الممتنع
بالذات يتحصل في أقسام.
منها ما يمتنع الوجود بالنظر إلى ذاته
من حيث هي لا بعلية و اقتضاء منها كشريك الباري تعالى و المعدوم
المطلق و الشر المحض.
و منها ما يمتنع وجود المحمول له بالنظر إلى ذاته
لا بعلية منه لضرورة عدم ذلك المحمول عنه ككون الإنسان جمادا.
و منها ما يمتنع وجود المحمول له بالنظر إلى ذاته بذاته
و لكن باقتضاء من ذاته لضرورة عدمه عنه ككون الأربعة فردا فإن
اقتضاءها للزوجية عين اقتضائها لنفي الفردية عنها و كذا مفهوم الممكن بالذات
يستوعب أمورا ممكنة تصدق في كل منها بحسب الإمكان الخاص إمكانان عامان موجب و سالب
و الموجب فيه يستلزم السالب و يكون العقد مركبا من قضيتين موجبة و سالبة و أمورا
مركبة فرضا من الواجبين أو الممتنعين أو ضدين[1]فإن ضرورة الوجود أو العدم لتلك المركبات- ليست لذواتها بما
هي مركبات بل لعلة هي خصوصية الأجزاء و الاثنان اللذان هما بالغير- أي الوجوب و
الامتناع إنما يعرضان لجميع الممكنات و لا يعرضان البتة و لا أحدهما- لشيء من
الواجب بالذات و الممتنع بالذات و قد مر أن الواجب بالذات لا يكون واجبا بغيره و
أما الثلاثة التي هي بالقياس إلى الغير فهي لا تصادم التي هي بالذات- في التحقق و
إن خالفتها في المفهوم فالوجوب بالقياس إلى الغير يعم جميع الموجودات- إذ لا موجود
إلا و له علية أو معلولية لشيء آخر و كل من العلة و المعلول له وجوب
[1]أو نقيضين أو مثلين بنحو الجميع الممتنع بدليل قوله أو
العدم.
إن قلت كل واحد من الضدين ليس بمحال و كذا كل من النقيضين و
المثلين بل مجموعها و إذا كان المجموع بما هو مجموع ممكنا لمكان التركيب فأي شيء
هو المحال.
قلت هذا المركب بما هو مركب ممكن و بما هو مركب من هذه الخصوصيات
محال كما أن المحال بالحمل الأولي محال و بالحمل الشائع من الممكنات المجعولات
للذهن، س ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 158