responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 102

يكون سببا لوجوده فإن السبب متقدم بالوجود و لا شي‌ء من غير الوجود بمتقدم بالوجود على الوجود و هذا مما ينبه على أن الواجب الوجود ليس غير الوجود- فإن الذي هو غير الوجود لا يكون سببا لوجود فلا يكون سببا لوجوده فلا يكون موجودا بذاته فلا يكون واجب الوجود بذاته بل واجب الوجود هو الوجود الذي هو موجود بذاته‌

وهم و إزاحة-

و لك أن تقول ما ذكرت في غير الوجود فهو بعينه آت في الوجود- فإن الوجود لو كان سببا لوجوده و كونه و السبب متقدم بالوجود كان الوجود متقدما بالوجود على وجوده و أنه محال لكنا [1] نجيبك بأنا لا نسلم أنه محال فإن تقدم الوجود على موجوديته إنما هو بنفسه و هو الوجود و غير الوجود يتقدم لا بنفسه بل بوجوده و لا شبهة في عدم استحالة ذلك و لزيادة الإيضاح نقول كل ما هو غير الوجود فهو معلول لأن الإنسان مثلا إما أن يكون موجودا للإنسانية و لأنه إنسان- و إما موجود بسبب شي‌ء آخر من خارج لا سبيل إلى الأول لأن الإنسان إنما يكون‌ [2] إنسانا إذا كان موجودا فلو كان كونه موجودا لأنه إنسان لكان كونه موجودا لكونه موجودا فيكون الإنسان موجودا قبل كونه موجودا


[1] الحق في الجواب أن يقال وجود الوجود ليس عرضيا ليكون معللا و أما ما ذكره من كون الوجود سببا لموجوديته لكن بلا وجود زائد فلا يدفع الإشكال فإن المراد بالموجودية إما حقيقة الموجودية فيلزم من تقدم الوجود عليها بنفسه تقدم الشي‌ء على نفسه- و أما معناها الاعتباري فكما لا شبهة في عدم استحالة ذلك كذلك لا شبهة في عدم استحالة تقدم غير الوجود على الموجودية بهذا المعنى اللهم إلا أن يراد بالموجود مرتبة الأحدية و الكنز المخفي و بالموجودية مرتبة الظهور و المعروفية و الفيض المنبسط و سيأتي في بحث التقدم و التأخر أن هنا تقدما آخر هو التقدم بالحق لكنه لا يناسب مذاق هذا القائل و هو صاحب المحاكمات و لو أريد بالوجود في قوله فهو بعينه آت في الوجود مفهومه و أنه أيضا ماهية من الماهيات يحتاج إلى الوجود الحقيقي لم يمكن أن يقال تقدم ماهية الوجود على موجوديته بنفسه لأن ذلك المفهوم بالحمل الأولى وجود لا غير، س ره‌

[2] إنما يلزم المحال الذي ذكره لو كان قولنا الإنسان إنسان إذا كان موجودا قضية مشروطة و ليس كذلك فإنه مأخوذ على سبيل الظرفية البحتة لأن صدق الذات و الذاتيات عليها إنما هو في حال الوجود لا بشرط الوجود كما مر و إلى هذه المذكورات أشار قدس سره بقوله و فيه تأمل، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست