اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 256
فعليّةٌ للقوّه السابقة
وقوّةٌ للفعليّة اللاحقة ، من حدّ يتركه ومن حدّ يستقبله ، ولازِمُ ذلك الإنقسام
إلى الأجزاء والانصرام والتقضّي تدريجاً وعدم اجتماع الأجزاء في الوجود ، وتسمّى :
«الحركة القطعيّة».
والإعتباران جميعاً موجودان في الخارج
لانطباقهما عليه ، بمعنى أنّ للحركة نسبةً إلى المبدأ والمنتهى ، لا يقتضى ذلك
انقساماً ولا سيلاناً ونسبةً إلى المبدأ والمنتهى ، وحدود المسافة تقتضي سيلان
الوجود والانقسام.
وأمّا ما يأخذه الخيالُ من صورة الحركة
بأخْذِ الحدّ بعدَ الحدّ منها وجمعها صورةً متّصلةً مجتمعةَ الأجزاء ، فهو أمرٌ
ذهنيٌّ غير موجود في الخارج ، لعدم جواز اجتماع أجزاء الحركة لو فرضت لها أجزاء ، وإلاّ
كانت ثابتةً لا سيّالة ، هذا خلْفٌ.
الفصل الخامس
في مبدأ الحركة ومنتهاها
قد تقدّم [١] أنّ للحركة انقساماً بذاتها ، فليعلم
أنّ انقسامها انقسامٌ بالقوّة لا بالفعل ، كما في الكمّ المتّصل القارّ من الخط
والسطح والجسم التعليميّ ، إذ لو كانت منقسمةً بالفعل فانفصلَت الأجزاء بعضها من
بعض ، انتهَت القسمة إلى أجزاء دفعيّة الوقوع ، وبطلَت الحركة.
وأيضاً لا يقف ما فيها من الانقسام على
حدٍّ لا يتجاوزه ، ولو وقف على حدٍّ لا تتعدّاه القسمةُ كانت مؤلَّفةً من أجزاء لا
تتجزّى ، وقد تقدّم بطلانها [٢].
ومن هنا يظهر أنّ لا مبدأ ولا منتهى
للحركة بمعنى الجزء الأوّل الذي لا ينقسم من جهة الحركة والجزء الآخر الذي لا
ينقسم كذلك ، لما تبيّن أنّ الجزء بهذا المعنى دفعيُّ الوقوع ، فلا ينطبق عليه حدّ
الحركة التي هي سَيَلان الوجود وتدرُّجُه.
وأمّا ما تقدّم ـ من أنّ الحركة تنتهي
من الجانبين إلى مبدأ ومنتهى [٣]
ـ فهو