ومن خاصّتها أنّ فعْلَها بطريق التشبيه
ـ أي جَعَل الغيرَ شبيهاً بنفسها ـ ، كما تجعل الحرارةُ مجاورَها حارّاً ، وكما
يلقى السواد مثلا شبحَه ـ أي مثاله ـ على العين.
والمبصرات
: منها الألوان ، فالمشهور أنّها كيفيّاتٌ
عينيّةٌ موجودةٌ في خارج الحسّ؛ وأنّ البسيط منها البياض والسواد ، وباقي الألوان
حاصلةٌ من تركّبهما أقساماً من التركيب [٣].
وقيل [٤] : «الألوان البسيطة التي هي الاُصول
خمسةٌ : السواد ، والبياض ، والحُمْرَةُ ، والصُفْرَةُ ، والخُضْرَةُ ، وباقي
الألوان مركّبٌ منها».
وقيل [٥] : «اللون كيفيّةٌ خياليّةٌ لا وجودَ
لها وراءَ الحسّ ، كالهالة وقوس قزح وغيرهما ، وهي حاصلة من أنواع اختلاط الهواء
بالأجسام المُشِفّة أو انعكاس منها».
[١] كما في الأسفار
ج ٤ ص ٦١ ، وشرح المواقف ص ٢٣٤ ، وشرح المقاصد ج ١ ص ٢٠١. وقد ذُكِرَ في بيان وجه
الحصر في الأربعة طرقٌ أربعة : الأوّل ما ذكره الرازيّ في المباحث المشرقيّة ج ١ ص
٣٦٢ ـ ٢٦٣. والثاني والثالث والرابع ما ذكره الشيخ الرئيس في الفصل الأوّل من
المقالة الخامسة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، فراجع. وتعرّض لها صدر
المتألّهين في الأسفار ج ٤ ص ٦٢ ـ ٦٤ ، ثمّ قال : «والكلّ ضعيفة متقاربة».
[٢] قال شارح
المواقف في وجه تقديمها على سائر الأقسام : «لأنها أظهر الأقسام الأربعة» ، راجع
شرح المواقف ص ٢٣٥.
[٤] والقائل هم
المعتزلة على ما نُقل في المحصّل ص ٢٣٢.
[٥] والقائل بعض
القدماء على ما نُقل في شرح المواقف ص ٢٥٣. وتعرّض له وللإجابة عليه الشيخ الرئيس
في الفصل الرابع من المقالة الثالثة من الفن السادس من طبيعيات الشفاء.
اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 146