اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 104
ككون الإنسان ذا نفس
ناطقة فصلا للنوع الإنسانيّ ، ويسمّى : «فصلا إشتقاقيّاً».
ثمّ إنّ الفصل الأخير [١] تمامُ حقيقةِ النوع [٢] ، لأنّه محصِّل الجنس الذي يحصِّله
ويتمِّمه نوعاً.
فما اُخذ في أجناسه وفصوله الاُخر على
وجه الإبهام مأخوذٌ فيه على وجه التحصيل.
ويتفرّع عليه أنّ نوعيّةَ النوع محفوظةٌ
بالفصل ، ولو تبدّلَتْ بعض أجناسه ، ولذا لو تجرّدَتْ صورَتُه ـ التي هي الفصل
بشرط لا ـ عن المادّة ـ التي هي الجنس بشرط لا ـ في المركّبات المادّية ، كالإنسان
تتجرّد نفسُهُ فتفارَقَ البدن ، كانت حقيقةُ النوع محفوظةً بالصورة.
ثمّ إنّ الفصل غيرُ مندرج تحت جنسه الذي
يحصّله [٣]
ـ بمعنى أنّ الجنس غيرُ مأخوذ في حدّه أخْذَ الجنس في النوع ـ ، ففصول الجواهر
ليست بجواهر.
وذلك لأنّه لو اندرج تحت جنسِهِ إفتقر
إلى فصل يقوّمه ، وننقل الكلام إلى فصله ، ويتسلسل بترتّب فصول غيرِ متناهية ، وتحقَّقَ
أنواعٌ غيرُ متناهية في كلِّ فصل ، ويتكرّر الجنس بعدد الفصول ، وصريح العقل يدفعه
[٤].
على أنّ النسبة بين الجنس والفصل تنقلب
إلى العينيّة ، ويكون الحمل بينهما حملا أوّليّاً ، ويبطل كون الجنس عرضاً عامّاً
للفصل ، والفصلُ خاصّةً للجنس.
ولا ينافي ذلك وقوع الحمل بين الجنس
وفصله المقسِّم ، كقولنا : «كلّ ناطق حيوان» و «بعض الحيوان ناطق» ، لأنّه حملٌ
شائعٌ بين الخاصّة والعرض العام ـ كما تقدّمت الإشارة إليه [٥] ـ ، والذي نفيناه هو الحمل الأوّليّ.
[٢] راجع شرح
المنظومة ص ١٠١ ، والأسفار ج ٢ ص ٣٥ ـ ٣٦.
[٣] كما في الأسفار
ج ٢ ص ٣٩ ـ ٤٠ ، وج ٤ ص ٢٥٣ ـ ٢٦٣.
[٤] وقد ناقش فيه
الشيخ الإشراقيّ والفخر الرازيّ بوجوه عديدة ، فراجع حكمة الإشراق ص ٨٦ ـ ٨٧ ، والمطارحات
ص ٢٢٨ و ٢٣٣ و ٢٩٠ ، والمباحث المشرقيّة ج ١ ص ٦٦. وأجاب عنها صدر المتألّهين في
الأسفار ج ٤ ص ٢٥٣ ـ ٢٦٣.