اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 102
الفرديّ ، فما لم
يتلبّس بالوجود الخارجيّ لم يتمّ ولم يكن له شيء من الشؤون الوجوديّة ، فما معنى
عدُّ الفصل علّةً له؟
قيل
[١]
: المراد بتحصّله بالفصل ثبوتُه التعقّليّ وكينونته ماهيّةً تامّةً نوعيّةً ، والذي
يكتسبه بالوجود الفرديّ هو تحقُّقُ الماهيّة التامّة تحقّقاً تترتّب عليه الآثار
الخارجيّة.
فالذي يفيده الفصل هو تحصّل الماهيّة
المبهمة الجنسيّة وصيرورتها ماهيّةً نوعيّةً تامّةً ، والذي يفيده الوجود الفرديّ
هو تحصّل الماهيّة التامّة وصيرورتها حقيقةً خارجيّةً تترتب عليها الآثار.
فتبيّن بما مرّ :
أولا
: أنّ الجنس هو النوع مبهماً ، والفصل هو
النوع محصّلا ، والنوع هو الماهيّة التامّة من غير نظر إلى إبهام أو تحصّل.
وثانياً
: أنّ كلا من الجنس والفصل محمولٌ على
النوع حملا أوّليّاً؛ وأمّا النسبة بين الجنس والفصل أنفسهما فالجنس عرضٌ عامٌّ
للفصل والفصل خاصّةٌ للجنس ، والحمل بينهما حملٌ شائعٌ.
وثالثاً
: أنّ من الممتنع تحقٌّق أكثر من جنس واحد
في مرتبة واحدة في ماهيّة نوعيّة واحدة [٢]
، وكذا تحقُّق أكثر من فصل واحد في مرتبة واحدة في ماهيّة نوعيّة واحدة [٣] ، لاستلزمه كونَ الواحد بعينه كثيراً ،
وهو محال.
ورابعاً
: أنّ الجنس والمادّة متّحدان ذاتاً
ومختلفان اعتباراً ، فالمادّة إذا اُخذت لا بشرط كانت «جنساً» ، والجنس إذا اُخذ بشرط
لا كان «مادّة». وكذلك الفصل والصورة متّحدان ذاتاً ومختلفان اعتباراً ، فالفصل
بشرطِ لا صورةُ ، كما أنّ الصورة
[١] كما يستفاد ممّا
ذكره قطب الدين الراونديّ في شرح المطالع ص ٩٢ ، حيث قال : «ثمّ ليس مراده أنّ
الفصل علّة لوجود الجنس ...».