______________________________ «فقال
له الصادق عليه السلام لا تفعل فقال و الله ما هو شيء آتيه برجلي» الظاهر أن
مراده أني لم أقصد بدخول الخلاء سماع الغناء لكن بعد الدخول أسمع الغناء بإذني
اتفاقا أو توهم أن المخالفة في عمل الرجل و اليد و الفرج و أن المخالفة بالأذن سهل
فزبره عليه السلام: «فقالت تالله أنت» و في الكافي لله أنت فعلى نسخة الأصل
مناشدة له بترك هذا الكلام، و يمكن أن يكون لفظة أنت ابتداء الكلام الثاني و على
نسخة عوض أنت (تب) و هو أحسن و يكون مناشدة له بالتوبة و على نسخة الكافي إرفاق
كما في المشهور في قولهم لله أبوك يعني تريد أنت أن تكون لله و موافقا لرضاه تعالى
و تتكلم بهذا الكلام و في كل من النسخ احتمالات لا يسع المقام ذكرها و من ذكر
بعضها يمكن فهم الباقي بالتأمل و نحن هكذا فعلنا في كثير مما ذكرنا مع أنه طال
الكتاب و خرج عن مقصود الاختصار و إن كان الاختصار لا يسمن و لا يغني من جوع.
«فقال له الصادق عليه
السلام قم فاغتسل و صل ما بدا لك» يمكن أن يكون الغسل لصلاة التوبة، و أن يكون
الغسل لتطهير الظاهر، و الصلاة لتطهير الباطن من العقل و الروح و القلب «فلقد كنت
مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك» يفهم منه عظم المخالفة
و إن كانت صغيرة، فكيف بالكبائر و الإصرار عليها؟ عصمنا الله و إياكم معاشر المتقين
منهما. «أستغفر الله و اسأله التوبة من كل ما يكره» ربما يفهم منه اشتراط
التوبة بكونها عن جميع المعاصي سيما الكبائر كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب و هو
غير ظاهر بل يفهم منه الوجوب و لا خلاف فيه بين علماء الأمة و ما استدل
اسم الکتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) المؤلف : المجلسي، محمد تقى الجزء : 1 صفحة : 230