اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 60
والاعتباران في الجزء المشترك ، جاريان
بعينهما في الجزء المختص ، ويسمى بالاعتبار الأول صورة ، ويكون جزءا لا يحمل على
الكل ولا على الجزء الآخر ، وبالاعتبار الثاني فصلا يحصل الجنس ، ويتمم النوع ويحمل
عليه حملا أوليا.
ويظهر مما تقدم أولا أن الجنس هو النوع
مبهما ، وأن الفصل هو النوع محصلا ، والنوع هو الماهية التامة ، من غير نظر إلى
إبهام أو تحصيل.
وثانيا أن كلا من الجنس والفصل ، محمول
على النوع حملا أوليا ، وأما النسبة بينهما أنفسهما ، فالجنس عرض عام بالنسبة إلى
الفصل ، والفصل خاصة بالنسبة إليه.
وثالثا أن من الممتنع أن يتحقق جنسان في
مرتبة واحدة ، وكذا فصلان في مرتبة واحدة لنوع ، لاستلزام ذلك كون نوع واحد نوعين.
ورابعا أن الجنس والمادة متحدان ذاتا ، مختلفان
اعتبارا ، فالمادة إذا أخذت لا بشرط كانت جنسا ، كما أن الجنس إذا أخذ بشرط لا كان
مادة ، وكذا الصورة فصل إذا أخذت لا بشرط ، كما أن الفصل صورة إذا أخذ بشرط لا.
واعلم أن المادة في الجواهر المادية ، موجودة
في الخارج على ما سيأتي ، وأما الأعراض فهي بسيطة غير مركبة في الخارج ، ما به
الاشتراك فيها عين ما به الامتياز ، وإنما العقل يجد فيها مشتركات ومختصات ، فيعتبرها
أجناسا وفصولا ، ثم يعتبرها بشرط لا فتصير مواد وصورا عقلية.
اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 60