اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 41
واحدا غير خارج من
وجودهما.
وثالثا أن الرابط ، إنما يتحقق في مطابق
الهليات المركبة ، التي تتضمن ثبوت شيء لشيء ، وأما الهليات البسيطة ، التي لا
تتضمن إلا ثبوت الشيء ، وهو ثبوت موضوعها فلا رابط في مطابقها ، إذ لا معنى
لارتباط الشيء بنفسه ونسبته إليها
الفصل الثاني
[كيفية اختلاف
الرابط والمستقل]
اختلفوا في أن الاختلاف بين الوجود
الرابط والمستقل ، هل هو اختلاف نوعي ، بمعنى أن الوجود الرابط ذو معنى تعلقي ، لا
يمكن تعقله على الاستقلال ، ويستحيل أن يسلخ عنه ذلك الشأن ، فيعود معنى اسميا
بتوجيه الالتفات إليه ، بعد ما كان معنى حرفيا ، أو لا اختلاف نوعيا بينهما.
والحق هو الثاني ، لما سيأتي في مرحلة
العلة والمعلول [١]
، أن وجودات المعاليل رابطة بالنسبة إلى عللها ، ومن المعلوم أن منها ما وجوده
جوهري ، ومنها ما وجوده عرضي ، وهي جميعا وجودات محمولية مستقلة ، تختلف حالها
بالقياس إلى عللها وأخذها في نفسها ، فهي بالنظر إلى عللها وجودات رابطة ، وبالنظر
إلى أنفسها وجودات مستقلة ، فإذن المطلوب ثابت.
ويظهر مما تقدم ، أن المفهوم تابع في
استقلاله بالمفهومية وعدمه ، لوجوده الذي ينتزع منه وليس له من نفسه إلا الإبهام.