اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 178
الصور الموجودة فيه
، بالمادة وارتباطها بالقوة والاستعداد ، فما من موجود فيه إلا وعامة كمالاته ، في
أول وجود بالقوة ، ثم يخرج إلى الفعلية بنوع من التدريج والحركة ، وربما عامة من
ذلك عائق ، فالعالم عالم التزاحم والتمانع.
وقد تبين بالأبحاث الطبيعية والرياضية ،
إلى اليوم شيء كثير من أجزاء هذا العالم ، والأوضاع والنسب التي بينها ، والنظام
الحاكم فيها ، ولعل ما هو مجهول منها أكثر مما هو معلوم.
وهذا العالم ، بما بين أجزائه من
الارتباط الوجودي ، واحد سيال في ذاته متحرك بجوهره ويتبعه أعراضه ، وعلى هذه
الحركة العامة حركات جوهرية ، خاصة نباتية وحيوانية وإنسانية ، والغاية التي تقف
عندها هذه الحركة ، هي التجرد التام للمتحرك ، كما تقدم [١] في مرحلة القوة والفعل.
ولما كان هذا العالم ، متحركا بجوهره
سيالا في ذاته ، كانت ذاته عين التجدد والتغير ، وبذلك صح استناده إلى العلة
الثابتة ، فالجاعل الثابت جعل المتجدد ، لا أنه جعل الشيء متجددا ، حتى يلزم محذور
استناد ، المتغير إلى الثابت وارتباط الحادث بالقديم.
تم الكتاب والحمد لله ، ووقع الفراغ من
تأليفه ، في اليوم السابع