اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 157
الفصل الثاني
في إثبات
وحدانيته تعالى
كون واجب الوجود تعالى ، حقيقة الوجود
الصرف التي لا ثاني لها ، يثبت وحدانيته تعالى بالوحدة الحقة ، التي يستحيل معها
فرض التكثر فيها ، إذ كل ما فرض ثانيا لها عاد أولا ، لعدم الميز بخلاف الوحدة
العددية ، التي إذا فرض معها ثان عاد مع الأول اثنين وهكذا.
حجة أخرى
، لو كان هناك واجبان فصاعدا ، امتاز
أحدهما من الآخر ، بعد اشتراكهما في وجوب الوجود ، وما به الامتياز غير ما به
الاشتراك بالضرورة ، ولازمه تركب ذاتهما مما به الاشتراك وما به الامتياز ، ولازم
التركب الحاجة إلى الأجزاء ، وهي تنافي الوجوب الذاتي ، الذي هو مناط الغنى الصرف.
تتمة
أورد ابن كمونة ، على هذه الحجة ، أنه
لم لا يجوز أن يكون هناك هويتان بسيطتان ، مجهولتا الكنه مختلفتان بتمام الماهية ،
يكون كل منهما واجب الوجود بذاته ، ويكون مفهوم واجب الوجود منتزعا منهما ، مقولا
عليهما قولا عرضيا.
وأجيب عنه ، بأن فيه انتزاع مفهوم واحد
من مصاديق مختلفة ، بما هي
اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 157