اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 141
ويسمى عقلا وتعقلا ،
والجزئي ما يمتنع فرض صدقه على كثيرين ، كالعلم بهذا الإنسان ، بنوع من الاتصال
بمادته الحاضرة ، ويسمى علما إحساسيا ، وكالعلم بالإنسان الفرد من غير حضور مادته
، ويسمى علما خياليا ، وعد هذين القسمين ممتنع الصدق على كثيرين ، إنما هو من جهة
اتصال أدوات الإحساس ، بالمعلوم الخارجي في العلم الإحساسي ، وتوقف العلم الخيالي
على العلم الإحساسي ، وإلا فالصورة الذهنية كيفما فرضت ، لا تأبى أن تصدق على
كثيرين.
والقسمان جميعا مجردان عن المادة لما
تقدم [١] ، من فعلية
الصورة العلمية ، في ذاتها وعدم قبولها للتغير.
وأيضا الصورة العلمية كيفما فرضت ، لا
تمتنع عن الصدق على كثيرين ، وكل أمر مادي متشخص ، ممتنع الصدق على أزيد من شخص
واحد.
وأيضا لو كانت الصورة الحسية أو
الخيالية مادية ، منطبعة بنوع من الانطباع في جزء بدني ، لكانت منقسمة بانقسام
محلها ، ولكان في مكان وزمان وليس كذلك ، فالعلم لا يقبل القسمة ، ولا يشار إليه
إشارة وضعية مكانية ، ولا أنه مقيد بزمان ، لصحة تصورنا الصورة المحسوسة في وقت ، بعد
أمد بعيد على ما كانت عليه ، من غير تغير فيها ، ولو كانت مقيدة بالزمان لتغيرت
بتقضيه.
وما يتوهم من مقارنة حصول العلم للزمان
، إنما هو مقارنة شرائط حصول الاستعداد له ، لا نفس العلم.
وأما توسط أدوات الحس في حصول الصورة
المحسوسة ، وتوقف الصورة الخيالية على ذلك ، فإنما هو لحصول الاستعداد الخاص للنفس
، لتقوى به على تمثيل الصورة العلمية ، وتفصيل القول في علم النفس ، ومما تقدم
يظهر أن قولهم ،