وانقسامها بانقسام الفاعل ، كالحركة
الطبيعية والحركة القسرية ، والحركة الإرادية ويلحق بها بوجه الحركة بالعرض ، فإن
الفاعل إما أن يكون ذا شعور وإرادة ، بالنسبة إلى فعله أم لا ، والأول هو الفاعل
النفساني والحركة نفسانية ، كالحركات الإرادية التي للإنسان والحيوان ، والثاني
إما أن تكون الحركة ، منبعثة عن نفسه لو خلي ونفسه ، وإما أن تكون منبعثة عنه ، لقهر
فاعل آخر إياه على الحركة ، والأول هو الفاعل الطبيعي والحركة طبيعية ، والثاني هو
الفاعل القاسر والحركة قسرية ، كالحجر المرمي إلى فوق.
قالوا إن الفاعل القريب للحركة ، في جميع
هذه الحركات هو طبيعة المتحرك ، عن تسخير نفساني أو اقتضاء طبيعي ، أو قهر الطبيعة
القاسرة ، لطبيعة المقسور على الحركة ، والمبدإ المباشر المتوسط ، بين الفاعل وبين
الحركة هو مبدأ الميل ، الذي يوجده الفاعل في طبيعة المتحرك ، وتفصيل الكلام فيه
في الطبيعيات.
خاتمة
، ليعلم أن القوة أو ما بالقوة ، كما
تطلق على حيثية القبول ، كذلك تطلق على حيثية الفعل إذا كانت شديدة ، وكما تطلق
على مبدإ القبول القائم به ذلك ، كذلك تطلق على مبدإ الفعل ، كما تطلق القوى
النفسانية ويراد بها ، مبادي الآثار النفسانية ، من إبصار وسمع وتخيل وغير ذلك ، وكذلك
القوى الطبيعية لمبادي الآثار الطبيعية.
وهذه القوة الفاعلة إذا قارنت العلم والمشية
، سميت قدرة الحيوان ،
اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 135