اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 131
وعدم اجتماع أجزائها
في الوجود ، فاتصال الحركة في نفسها ، وكون الانقسام وهميا غير فكي كاف في ذلك ، وإن
كانت لأجل أنها معنى ناعتي ، يحتاج إلى أمر موجود لنفسه ، حتى يوجد له وينعته ، كما
أن الأعراض والصور الجوهرية المنطبعة ، في المادة تحتاج إلى موضوع كذلك ، توجد له
وتنعته ، فموضوع الحركات العرضية أمر جوهري غيرها ، وموضوع الحركة الجوهرية نفس
الحركة ، إذ لا نعني بموضوع الحركة ، إلا ذاتا تقوم به الحركة وتوجد له ، والحركة
الجوهرية لما كانت ذاتا جوهرية سيالة ، كانت قائمة بذاتها موجودة لنفسها ، فهي
حركة ومتحركة في نفسها.
وإسناد الموضوعية إلى المادة التي ، تجري
عليها الصور الجوهرية على نحو الاتصال والسيلان ، لمكان اتحادها معها ، وإلا فهي
في نفسها عارية عن كل فعلية.
الفصل الثالث
عشر
في الزمان
إنا نجد الحوادث الواقعة ، تحت الحركة
منقسمة إلى قطعات ، لا تجامع قطعة منها القطعة الأخرى في فعلية الوجود ، لما أن
فعلية وجود القطعة المفروضة ثانيا ، متوفقة على زوال الوجود الفعلي للقطعة الأولى
، ثم نجد القطعة الأولى المتوقف عليها ، منقسمة في نفسها إلى قطعتين كذلك ، لا
تجامع إحداهما الأخرى ، وهكذا كلما حصلنا قطعة ، قبلت القسمة إلى قطعتين كذلك ، من
دون أن تقف القسمة على حد.
ولا يتأتى هذا إلا بعروض امتداد كمي على
الحركة ، تتقدر به وتقبل الانقسام ، وليس هذا الامتداد نفس حقيقة الحركة ، لأنه
امتداد متعين ، وما
اسم الکتاب : بداية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 131