responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 91

مقابلة العدم المخصوص أعني عدم شي‌ء بعينه فإما أن يشار إلى موجود محقق، فيقال:

عدم هذا الشي‌ء و إما أن يقدر في العقل فيقال: عدم ذلك المقدار كالقيامة تقدر في العقل ثم تنفي في الحال أو تثبت في المآل فالعدم إذا لا يخص و لا يعم و لا يعلم من غير وجود أو تقدير وجود فكان العلم يتعلق بالموجود ثم من ضرورته أن يصير عدم ذلك الشي‌ء معلوما فيخبر عنه بأنه منفي، و يعبر عن أنه ليس بشي‌ء في الحال، و إن كان شيئا في ثاني الحال على أنا نلزمكم الوجود نفسه و الصفات التابعة للوجود عندكم مثل التحيز للجوهر و قبوله للعرض و قيامه بالذات، و مثل احتياج العرض إلى الجوهر و قيامه به فنقول: الوجود منفي من الجوهر أم ثابت، فإن كان ثابتا فهو تصريح بقدم العالم و تقرير أن لا إبداع و لا اختراع و لا أثر لقادرية الباري سبحانه و تعالى أصلا و إن كان منفيا، فكل منفي عندكم معدوم و كل معدوم ثابت فعاد الإلزام عليكم جذعا.

و نقول: قد قام الدليل على أن الباري سبحانه أوجد العالم بجواهره و أعراضه، فيقال: أوجد عينها و ذاتها أم غير ذاتها؟ فإن قلتم: أوجد ذاتها و عينها فالعين و الذات ثابتة في العدم عندكم و هما صفتان ذاتيتان لا تتعلق بهما القدرة و القادرية و لا هي من آثارهما و إن قلتم أوجد غيرها فالكلام في ذلك الغير كالكلام فيما نحن فيه.

قال المثبتون: أما قولكم في العلم يتعلق بالوجود أو بتقدير الوجود، فإنه ينتقض بعلم الباري سبحانه بعدم العالم في الأزل فإنه لا وجود للعالم في الأزل، و لا تقدير الوجود من وجهين أحدهما أن تقدير العلم في الأزل محال و الثاني أن التقدير من الباري سبحانه محال فإنه ترديد الفكر بوجود شي‌ء و عدمه فإن قدر في ذاته فهو محال، و إن فعل فعلا سماه تقديرا فهو محال في الأزل، و لا بدّ للعلم من متعلق و هو معلوم محقق فوجب أن يكون شيئا ثابتا.

و قولكم: العلم يتعلق بوجود الشي‌ء في وقت وجوده، ثم يلزم من ضرورته العلم بعدمه قبل وجوده يلزمكم حصر العلم في معلومات هي موجودات و الموجودات متناهية فيجب تناهي المعلومات، و أنتم لا تقولون به ثم تلك اللوازم إن كانت معلومة فهي كالموجودات على السواء في تعلق العلم بها و إن لم تكن معلومة فقد تناهى العلم و المعلومات.

و أما قولكم: إن الوجود منفي أم ثابت؟ فعلى أصلنا الوجود منفي، و ليس بثابت و ليس كل منفي و معدوم عندنا ثابتا، فإن المحالات منفيات و معدومات و ليست أشياء ثابتة، بل سر مذهبنا أن الصفات الذاتية للجواهر و الأعراض هي لها لذواتها لا تتعلق بفعل الفاعل و قدرة القادر إذ أمكننا أن نتصور الجوهر جوهرا أو عينا و ذاتا

اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست