responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 7

[مقدمة الكتاب‌]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اللّه عونك و تيسيرك الحمد للّه حمد الشاكرين و الصلاة على رسوله المصطفى و آله الطيبين الطاهرين أجمعين أما بعد، فقد أشار إليّ من إشارته غنم و طاعته حتم أن أجمع له مشكلات الأصول و أحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول لحسن ظنه بي أني وقفت على نهايات النظر و فزت بغايات مطارح الفكر و لعله استسمن ذا ورم و نفخ في غير ضرم لعمري:

لقد طفت في تلك المعاهد كلها

 

و سيرت طرفي بين تلك المعالم‌

فلم أر إلا واضعا كف حائر

 

على ذقن أو قارعا سن نادم‌

 

فلكل عقل و نظر مسرى و مسرح هو سدرة المنتهى و لكل قدم مخطى و مجال هو غايته القصوى إذا وصل إليها و وقف دونها فيظن الناظر أولا أن ليس وراء مرتبته مطاف لطيف الخاطر و لا فوق درجته مطرح لشعاع الناظر و يتيقن آخرا أن مطار الأفكار بذات المقدار و جناب العزة لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام:

103]، ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ‌ [الملك: 4]، لعله أشار إلى الحالتين‌ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ [الملك: 4]، لعله أشار إلى العجز عن الإدراك‌ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك: 14]، فعليكم بدين العجائز فهو من أسنى الجوائز و إذا كان لا طريق إلى المطلوب من المعرفة إلا الاستشهاد بالأفعال و لا شهادة للفعل إلا من حيث احتياج الفطرة و اضطرار الخلقة فحيثما كان العجز أشد كان اليقين أوفر و آكد وَ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ‌ [الإسراء: 67] لا جرم‌ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ‌ [النمل: 62]، و المعارف التي تحصل من تعريفات أحوال الاضطرار أشد رسوخا في القلب من المعارف التي هي نتائج الأفكار في حال الاختيار و من دعاء الأبرار إلهي فكم من بلاء جاهد صرفت عني و كم من نعمة سابغة أقررت بها عيني و كم من صنيعة كريمة لك عندي أنت الذي أجبت عند الاضطرار دعوتي و أقلت عند العثار زلتي و أخذت لي من الأعداء بظلامتي الكلمات إلى آخرها و كان القلم يعبر عن حالتي بأواخرها رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ

اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست