هؤلاء اتباع إبراهيم بن
سيار[1]. و المعتزلة [أتموه][2] في تلقيبه/ بالنظام يوهم[3] انه ناظم الكلام، و انما كان ينظم
الخرز، فسمي النظام. و كان في شبابه قد عاشر قوما من الثنوية و عاشر الحصري
الخداد، و ابن ابي العوجاء و اتباعهما الذين قالوا بتكافؤ الادلة[4]، و قوما من الفلاسفة. فاخذ من
الفلاسفة قوله بنفي الجزء الذي لا يتجزأ، و اخذ من الثنوية الديصانية قوله بان
الإله لا يقدر على فعل ما هو ظلم او كذب، و اخذ من هشام بن الحكم الرافضي قوله بان
الالوان و الاصوات اجسام، و اخذ من نفاة النظر قوله بابطال حجة الاجماع و التواتر
و ابطال المقاييس الشرعية، و دلّس مذاهب الثنوية و الملحدة في دين الاسلام.
و فضائحه يري منها قوله
بان اللّه تعالى لا يقدر ان يفعل بعباده في الدنيا خلاف ما فيه صلاحهم، ثم زاد على
هذا ان/ قال انه لا يقدر على ان ينقص
[1] جاء في «الفرق» ط.
بدر ص 113. الكوثري ص 79، عبد الحميد 131: هؤلاء اتباع ابي اسحاق ابن سيّار
المعروف بالنّظّام؛ و في هامش 2 لصفحة 131 من ط. عبد الحميد:
«النظام هو ابو اسحاق
ابراهيم بن سيار المعروف بالنظام، و هو ابن اخت ابي الهذيل العلاف، و منه أخذ
الاعتزال، و هو شيخ ابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، و هو معدود من اذكياء المعتزلة
و ذوي النباهة فيهم، يذكرون انه ظهر في سنة 160 من الهجرة، و قرر مذهب الفلاسفة في
القدر فتبعه خلق، و كان من صغره يتوقد ذكاء و يتدفق فصاحة، و قد اداه ذكاؤه
المتوقد، و بيانه المتدفق، و اطلاعه على الكثير من كتب الفلاسفة الطبيعيين و
الإلهيين الى انه ذهب المذهب الذي انكره عليه عامة المسلمين، و سبحان الذي يهدي من
يشاء و يضل من يشاء. و توفي ما بين سنة 231 و سنة 232 (انظر النجوم الزاهرة 2/
234، و التنبيه 43، 44. و اعتقادات فرق المسلمين ص 41 و دائرة معارف البستاني 1/
268 و طبقات المعتزلة 49- 52 و العبر 1/ 315 و 456).
[2] كلمة مبهمة في
المخطوط؛ لا شك في انها تدل على التهكم.
[4] جاء في الفرق (بدر
ص 113، الكوثري ص 79، عبد الحميد ص 131): «و كان في زمان شبابه قد عاشر قوما من
الثنوية، و قوما من السمنية القائلين بتكافؤ الادلة»- اما هنا في المخطوط فقد جاء
ذكر اسم الحصري الخداد و ابن ابى العوجاء، و هذان الاسمان غير مذكورين في كتاب الفرق.