هؤلاء اتباع ابي مكرم[1] الذي قال ان تارك الصلاة كافر، و ليس
كفره لترك الصلاة، و لكن لجهله باللّه تعالى.- و كذلك قالوا في سائر الكبائر.
فاللّه تعالى يتولى العبد او يبرأ منه على ما علم من عاقبة امره. فاكفره اكثرهم.-
و قالوا ليس فعل الكبيرة
جهلا و لكن نفس الكبيرة كفر[2]. فكفرته الثعالبة بذلك و بالموافاة.
ذكر الحفصية منهم
هؤلاء اتباع حفص بن ابي
المقدام، و كان من الاباضية/ من اصحاب عبد اللّه بن إباض[3] و انفرد بان قال بين الشرك و الايمان معرفة اللّه تعالى وحده، فمن
عرف اللّه و كفر بما سواه من رسول او جنة او نار او عمل بالكبائر من قتل و زنا و
نحوهما فهو كافر، و ليس بمشرك. و من جهل اللّه تعالى و انكره فهو مشرك.
فبرئت منه الاباضية[4]. و قالوا ان الايمان بالكتب و الرسل
متصل بالتوحيد، و كل من ألحد في واحد منهما فهو مشرك.
[1] في الملل و النحل
للشهرستاني 1: 133، جاء: «مكرم بن عبد اللّه العجلي»، بينما جاء في «مقالات
الاسلاميين» 1: 168 و في التبصير في الدين ص 34 «ابو مكرم».