هؤلاء يقال لهم بالفارسية
(دربا قتلنر)[1] يوهمون انهم استدركوا ما خفي على
اسلافهم. و ذلك ان اسلافهم امتنعوا من تسمية القرآن مخلوقا، و قال المستدركة منهم
بانه مخلوق.
ثم افترقت المستدركة/ فيما
بينها فرقتين، زعمت احداهما ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: كلام اللّه مخلوق،
بهذه اللفظة، على ترتيب حروفها. و من لم يقل ان الذي قال ذلك فهو كافر. فزعمت
الفرقة الثانية منها ان النبي صلى اللّه عليه و سلم، لم يقل ان القرآن مخلوق بهذه
اللفظة، لكنه دل على انه مخلوق بما يدل عليه. و من زعم انه قال ان ذلك مخلوق بهذه
اللفظة فهو ضال.-
و قوم منهم يزعمون ان كلام
مخالفيهم كله كذب و ان كان خبر المخالفة على وفق مخبره.
قال الاستاذ الامام ابو
منصور[2]، صاحب الكتاب، رضي اللّه عنه:
رأيت بالري رجلا من
اصحابنا يقول لواحد من هذه الطائفة: اخبرني عن قولي لك انك انسان عاقل، فاضل،
مولود من نكاح/ صحيح، هل هو صدق أم كذب؟- فقال هو كذب منك. فقال له صاحبنا: صدقت.
فسكت خجلا.
[1] هذا التوضيح غير
وارد في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص 127، الكوثري ص 127، عبد الحميد ص 210).
[2] جاء في كتاب
«الفرق» (بدر ص 128، الكوثري ص 127، عبد الحميد ص 210): «قال عبد القاهر- و يعرف
عبد القاهر البغدادي باسم: ابي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (انظر عنوان
الكتاب و مؤلفه في ط الكوثري، و في مختضر الفرق للرسعني) و الرواية المذكورة هنا
وردت في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص 128؛ الكوثري ص 127، عبد الحميد 210- 211) و
الكلام هنا صريح للغاية للدلالة على ان الكتاب هو للامام ابي منصور عبد القاهر
البغدادي، و في مختصر «الفرق» للرسعني ص 127 جاء: قال مصنف الكتاب عبد القاهر.
ثم يأتي ذكر ما دار من
حديث بين عبد القاهر واحد هذه الطائفة (المستدركة) بالريّ كما ورد في كتاب «الفرق»
و في المخطوط هنا.