غير انه لا يفعلهما لعلمه
بقبحهما، و غناه عنهما. فجعل بين القولين منزلة لقوله انه (قادر)[1] على ظلم المجانين و الاطفال، و لا
يقدر على ظلم العقلاء. و قد اكفره اصحابه في ذلك و اكفرهم.
و من بدع الاسكافي أيضا
قوله: يجوز ان يقال ان اللّه خلق (الطاعة و المعارف) و ان كان هو الخالق لها[2].
و قد روى بعض المعتزلة في
كتابه ان محمد بن الحسن رأى الاسكافي يوما راجلا، فنزل له عن دابته. و هذا من كذب
القدرية على محمد. و كيف يصنع محمد بن الحسن هذا الصنيع بمعتزلي اعاد الصلاة؟
كذلك/ روى عنه هشام بن عبد
اللّه الرازي، و روى هو عن يحيى بن اليمن عن ابي يوسف القاضي انه سئل عن المعتزلة،
فقال لهم: زنادقة. و ذكر الشافعي في كتاب «القياس» رجوعه عن قبول شهادة المعتزلة[3].
ذكر الجعفرية منهم
هؤلاء اتباع جعفرين،
احدهما جعفر بن حرب[4]،
و الآخر جعفر بن
[1] ناقص في المخطوط؛ و
لا بد من هذا اللفظ لتوضيح المعنى.
[2] الكلام هنا مبهم- و
القول هنا الخاص بان اللّه خلق الطاعة و المعارف ... غير وارد في كتاب «الفرق» (ط.
بدر ص 155- 156، الكوثري ص 102، عبد الحميد ص 169).
[3] هاتان الروايتان
الواردتان هنا باختصار مذكورتان بتوسع في كتاب «الفرق» (ذات المراجع المذكورة في
رقم 2).
[4] هو ابو الفضل جعفر
بن حرب، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة (انظر طبقات
المعتزلة تحقيق سوسنة ديفلد فلزر ص 73- 76) «و ميزان الاعتدال» رقم 1497، و قد جاء
في هامش 1 لصفحة 167 من طبعة عبد الحميد لكتاب «الفرق»:
- جعفر بن حرب، هو ابو
الفضل، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة، و ذكر ان له
كتبا كثيرة في الجلي من علم الكلام و الدقيق، و من اخباره التي حكاها ابن المرتضى
انه حضر مجلس الواثق العباسي للمناظرة. فحضر وقت الصلاة فقاموا لها و تقدم الواثق
يصلي بهم، فتنحى جعفر بن حرب فنزع خفيه و صلى وحده، و كان اقربهم إليه يحيى بن
كامل.
فجعلت الدموع تسيل من
عيني يحيى خوفا على جعفر من القتل، قال: ثم لبس جعفر خفيه و عاد الى المجلس و
اطرق. ثم اخذوا في المناظرة، فلما خرجوا قال له القاضي احمد بن ابي داود: