و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا
خير فيمن لا يضيف»[1].
و مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم برجل له إبل و بقر كثير فلم يضفه و مرّ بامرأة لها شويهات فذبحت له، فقال
عليه السّلام: «انظروا إليهما فإنّما هذه الأخلاق بيد اللّه عزّ و جلّ فمن شاء أن
يمنحه خلقا حسنا فعل»[2].
و قال أبو رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم: إنّه عليه السّلام نزل به ضيف فقال لي قل لفلان اليهودي: نزل
بي ضيف فأسلفني شيئا من الدّقيق إلى رجب فقال اليهودي:
و اللّه ما أسلفته إلّا برهن فأخبرته فقال
عليه السّلام: و اللّه إنّي لأمين في السماء أمين في الأرض و لو أسلفني لأدّيته
فاذهب بدرعي إليه فارهنها عنده»[3].
و كان إبراهيم الخليل عليه السّلام إذا أراد
أن يأكل خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغدّى معه و كان يكنّى أبا الضيفان و لصدق
نيّته فيه دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا فلا ينقضي ليلة إلّا و يأكل عنده
جماعة من بين ثلاثة إلى عشرة إلى مائة و قال: قوّام الموضع: إنّه لم تخل إلى الآن
ليلة عن ضيف، و سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما الإيمان؟ فقال:
«إطعام الطعام و بذل السلام»[4].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في
الكفّارات و الدرجات «إطعام الطعام و الصلاة باللّيل و الناس نيام»[5].
[1] قال العراقي: أخرجه أبو بكر ابن لال في
مكارم الأخلاق من حديث سلمان هكذا «لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه».
[1] رواه أحمد في مسنده و الطبراني في
الكبير بسند حسن عن عقبة بن عامر كما في الجامع الصغير.