و عنه عليه السّلام «هلك امرؤ احتقر لأخيه ما
يحضره، و هلك امرئ احتقر من أخيه ما قدّم إليه»[2].
و في الصحيح عنه عليه السّلام قال: «يهلك
المرء المسلم أن يستقلّ ما عنده للضيف»[3].
و في الحسن عنه عليه السّلام قال: «إذا أتاك
أخوك فأته ممّا عندك، و إذا دعوته فتكلّف له»[4].
و عنه عليه السّلام «أنّ رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم قال: من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل تحفته و أن يتحفه بما
عنده و لا يتكلّف له شيئا، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي
لا أحبّ المتكلّفين»[5].
«الادب الثاني و هو للزائر أن لا يقترح و
لا يتحكّم بشيء بعينه
فربّما يشق على المزور إحضاره فإن خيّره
أخوه بين طعامين فليتخيّر أيسرهما عليه كذلك السنّة.
و في الخبر «أنّه ما خيّر رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم بين شيئين إلّا اختار أيسرهما»[1]و روى الأعمش عن أبي
وائل أنّه قال: مضيت مع صاحب لي نزور سلمان فقدّم إلينا خبزا شعيرا و ملحا جريشا
فقال صاحبي: لو كان في هذا الملح سعتر كان أطيب فخرج سلمان و رهن مطهرته و أخذ
سعترا فلمّا أكلنا قال صاحبي: «الحمد للَّه الّذي قنّعنا بما رزقنا» فقال سلمان:
لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة[2].
هذا إنّما يحترز منه إذا توهّم تعذّر ذلك
على أخيه أو كراهته له و إن علم أنّه يسرّ باقتراحه و تيسّر عليه ذلك فلا يكره له
الاقتراح.
و قال بعضهم: الأكل على ثلاثة أنواع: مع
الفقراء بالإيثار، و مع الإخوان بالانبساط، و مع أهل الدّنيا بالأدب.
الادب الثالث أن يشهّي المزور أخاه الزائر و
يلتمس منه الاقتراح مهما كانت
[1] متفق عليه من حديث عائشة و أخرجه أحمد
في المسند ج 6 ص 113 عنها و فيه «أرشدهما».
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 123 و
قال: هذا حديث صحيح الاسناد.