اسم الکتاب : المحجة البيضاء المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 0 صفحة : 3
مقدمة التحقيق
بسمه تعالى و له الحمد، و
الصلاة على نبيّه و آله.
كان في هواجس ضميري أن
أعقد جريا على ما تداول اليوم فصلا في أوّل هذا الكتاب القيّم الفخم، و أسبح في
لجج هذا البحر اللّجيّ، و أبسط القول في أبحاثه الرّجراجة بالحقائق، غير أنّي قصير
الباع لم أهتد إلى ما يهمّ بيانه سبيلا، و بينما كنت أغدو و أروح في فجوة الخيال
نجز طبع الجزء الأوّل من الكتاب، فأخذت كراريسه بيدي و ساقني الحظّ السعيد إلى دار
شيخنا الأكبر، علم العلم الخفّاق، رجل التحقيق و البحث و التنقيب، سماحة الحجّة
المجاهد مولانا الأميني صاحب كتاب «الغدير» الأغرّ، فسألني عمّا بيدي فجرى ذكر
الكتاب و أعربت عمّا في خلدي، فقال: قد ركبت الصعب المصعب، و إنّما يركب الصعب من
لا ذلول له، و من المستساغ أن نجنح في عرفان مبلغ الكتب من الصحّة و السقم، و ما
لها من القيمة في سوق الاعتبار إلى مقياس كلّي يوزن به كلّ كتاب و هو الفارق
الوحيد بين «إحياء العلوم» و تهذيبه «المحجّة البيضاء» فارتجيت بيان ذلك، فتصفّح
المطلب و أملى عليّ ما هذا لفظه حرفيّا:
إنّ سعادة الإنسان، و
حياته الرّوحيّة، و قيمته في سوق الاعتبار إنّما أنيطت بأصول و دعائم، و معارف و
معالم متّخذة من الكتاب و السنّة، و الدّعوة النبويّة هي الّتي تتكفّل بتلكم
الغايات، و توجّه البشر إلى الحياة السعيدة، و الإنسانيّة السامية، و الفوز مع
الأبد، و البعثة النبويّة الخاتمة بها تتمّ مكارم الأخلاق، و تعرف مسالك السعادة،
و تحدو إلى سبل السلام، و مهيع السعد الخالد، و لا يتأتّى شيء من ذلك بالمزاعم، و
لا يتطرّق إليه بالوهم و الخيال.
و الناسك الجاهل كالعالم
المتهتّك قاصم الظهر، لا يهتدي إلى السعادة و الشقاوة
اسم الکتاب : المحجة البيضاء المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 0 صفحة : 3