القول في عصمة الأنبياء
و الرّدّ على مخالفي الملّة أجمع
العصمة لطف يمنع[1] من اختصّ به من الخطاء و لا يمنعه على
وجه القهر و إلّا لم يكن المعصوم مثابا و وجه عصمة الأنبياء أنّهم لو لم يكونوا
معصومين لأدّى إلى التّنفير عن قبول أقوالهم و ذلك ممّا[2] يدرأه[3]
المعجز و دلالته.
و ما يدّعي[4] اليهود من استحالة النسخ[5] باطل، لجواز تغيّر المصلحة كما في
المريض و عليه يخرج[6]
قولهم إن لم يكن السبت[7]
مصلحة كان الأمر به قبيحا و إن كان مصلحة كان النّهي عنه قبيحا؛ على أنّ في
التوراة أوامر كثيرة[8]
منسوخة.
و ادّعاؤهم انّ موسى قال:
أنا خاتم النبيين[9] باطل، لأنّهم لا تواتر لهم بحادثة بخت
نصر؛ على أنّ الفاظ التّأبيد لا تدلّ على الدّوام كقصّة دم الفصيح و العبد[10]