العلم معرفة المعلوم على
ما هو به و قد يتعلّق العلم [الواحد][2] بمعلومين كعلمنا بمنافاة الحركة للسّكون، فإنّه لو لا أن نعلم به
كلاهما لم يصحّ الأوّل[3]
و العلوم المتعلّقة
بالمعلومات المختلفة مختلفة، لأنّ النّظر مناف للعلم بالمدلول و مشروط بالعلم
بالدّليل.
و الإرادة منّا القصد و من
الصّانع العلم الدّاعي و الفرق بين الإرادة و الشّهوة أنّ الإنسان المريض ينفر
طبعه عن الدّواء المرّ و يريده و ليست إرادة الشّيء كراهة ضدّه[4]، لوجودها حالة[5] الغفلة عن الضّدّ.
و العزم[6] إرادة جازمة حصلت بعد تردّد و المحبّة
الإرادة، لكنّها منه إرادة الثّواب
[3] . اختلف المتكلّمون
في تعلق العلم المحدث بمعلومين و أكثر، فأجازه بعضهم و قال أبو الحسن الباهلي
بجواز ذلك في العلم الضروري دون المكتسب و أوجب ذلك أبو منصور البغدادي حيث قال:
الصحيح عندنا أنّ كلّ علم متعلّق بمعلومين، لأنّ من علم شيئا كان عالما به و بأنّه
عالم به، راجع: أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 30.
[4] . ذهب قوم كأبي
منصور البغدادي إلى إرادة الشيء كراهة لعدمه و أبطل ذلك ابن نوبخت، راجع عنه:
الفرق بين الفرق، 326.