الجوهر المتحيّز[1] و العرض الحالّ في المتحيّز و لا
واسطة بينهما و الجسم ما يتركّب[2] من ثمانية جواهر فصاعدا[3] و لا بدّ في كلّ جسم من الانتهاء إلى الجوهر و أنكره النظّام[4].
و النقطة لازمة له و
الكرة فوق السّطح تلاقيه[5] بجزء غير منقسم و إلّا لكان[6] الشّكل مضلعا و قد فرضناه كريّا[7].
[1] . هذا التعريف مع
غضّ النظر عن نقصانه و انّه التعريف بالجنس، نصّ عليه إمام الحرمين الجويني بقوله:
الجوهر المتحيّز و قيل:
الجوهر ما له حجم و قيل: الجوهر ما يقبل العرض، فأمّا العرض فقد قيل: ما يقوم
بالجوهر و قيل: ما يطرأ على الجواهر (لمع الأدلّة، ص 77).
[3] . نسب أبو الحسن
الاشعري (مقالات الإسلاميين، ص 303) هذا التعريف للجسم إلى معمّر و نسبه الإيجى
(شرح المواقف، 6/ 293- 294) إلى الجبّائي و هو قول أكثر المعتزلة و المراد منه أنّ
الجسم هو الطويل العريض العميق و أقلّ الأجسام ثمانية أجزاء و إذا انضمّ جزء إلى جزء
حدث طول و انّ العرض يكون بانضمام جزءين إليهما و انّ العمق يحدث بأن يطبق على
أربعة أجزاء فتكون الثمانية الاجزاء جسما عريضا طويلا عميقا، راجع عن هذا التعريف:
إرشاد الطالبين، ص 30؛ تلخيص المحصّل، ص 142- 143.
[4] . النظّام هو أبو
إسحاق إبراهيم بن سيّار المعروف بالنظّام و هو شيخ أبي عثمان عمرو بن جاحظ و هو
معدود من أذكياء المعتزلة و ذوى النباهة فيهم و ذهب إلى إبطال الجزء الذي لا
يتجزأ، انظر، الفرق بين الفرق، ص 131؛ أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 36؛
الفصل في الملل و الاهواء و النحل، 5/ 92؛ تلخيص المحصل، ص 184.
[5] . في الأصل: يلاقيه
و ما أثبتناه في المتن موافق لنسخة «ب».