لا خلاف في أنّه تعالى
مريد، و قد ورد السمع به في قوله تعالى: «يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»[1] و قال: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ»[2] و قال تعالى: «وَ ما تَشاؤُنَ
إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ»[3]، و المشيّة هي الإرادة. إلى غيرها من الآيات المتضمّنة لذكر الإرادة
و المشيّة.
و لكنّ العلماء اختلفوا في
معنى كونه مريدا، فذهب أبو عليّ و أبو هاشم و أصحابهما إلى أنّ معنى كونه تبارك و
تعالى مريدا أنّه حاصل على وصف زائد على داعيه، لمكانه يختصّ بعض مقدوراته بالوقوع
دون بعض، و لمكانه يختصّ به بعض أفعاله ببعض الوجوه الجائزة عليه و كذا قالوا في
الشاهد: إنّ كون أحدنا مريدا زائد على داعيه، و وصفوا كون الواحد منّا مريدا بأنّه
ميل القلب إلى الشيء المراد، و لم يصفوا إرادته تعالى بذلك. و إلى هذا المذهب
يذهب الكلابيّة و الأشعرية و النجاريّة.
و ذهب الشيوخ المتقدّمون
عليها، كأبي الهذيل و النظّام و الجاحظ إلى أنّ معنى كونه تعالى مريدا لأفعال نفسه
هو أنّه يفعلها و هو غير ساه عنها و لا مكره