responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 416

القول في الفصل بين المعجز و الحيل‌

قد ذكرنا حقيقة المعجز، فأمّا الحيلة فهي إراءة الغير لغيره أمرا في الظاهر على وجه لا يكون عليه مع إخفاء وجه الالتباس فيه. نحو أن يري صاحب الحيلة و يخيّل إلى الناظر أنّه ذبح حيوانا بخفّة حركاته و لا يذبحه في الحقيقة، ثمّ يري من بعد أنّه أحياه. و هذا الجنس من الحيل هو السحر عند المحققين، و معجزات الأنبياء عليهم السلام ليست من هذا الجنس، بل جميع ما أتوا به كانت على ما أتوا به و لم يكن فيها تلبيس و تمويه. و هذا ظاهر فيما لا يدخل جنسه تحت مقدور العباد، كقلب العصا ثعبانا، و فلق البحر بحيث يصير كلّ فرق كالطود العظيم، و إحياء ميّت متقادم العهد و بقائه حيّا حتّى يولد له، و إبراء الأكمه حتّى يصير مبصرا، إذا لا يتصوّر في مثل هذه الامور حيلة و تلبيس. و لهذا ذكر شيوخ أهل العدل أنّ العقلاء يعلمون باضطرار أنّ هذه الامور ليس فيها وجه حيلة، و كذا ليس في القرآن في مثل بلاغته و فصاحته وجه حيلة.

قالوا: هذا أيضا ممّا يعلم ضرورة و إن علم كونه معجزا استدلالا و على هذا قال تعالى في قوم فرعون و ما عاينوه من معجزات موسى عليه السلام و إنكارهم لها ظاهرا: «وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا» [1].


[1] النمل: 14.

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست