اللطف هو ما يختار المكلّف
عنده فعل الطاعة و التجنب عن المعصية أو أحدهما. و لو لاه ما كان يختارهما و لا
واحدا منهما، أو يكون عنده أقرب إليهما أو إلى أحدهم. و لو لاه ما كان أقرب إليهما
و لا إلى أحدهما و لا يكون تمكينا و لا له حظّ في التمكين من الذي يختاره أو يكون
أقرب إليه عنده، أي اختيار ما يختاره أو قربه منه عنده يكون بسبب دعوته إليه و
بعثه عليه، لا بسبب كونه تمكينا منه.
و يسمّى اللطف مصلحة في
الدين، و لهذا يوصف الشرعيّات التي هي ألطاف لنا في العقليّات بأنّها مصالح لنا. و
كذا يقال في الأمراض و الآلام التي يفعلها اللّه تعالى في الدنيا بالمكلّفين و
غيرهم إنّها مصالح للمكلّفين، و المصلحة هي المنفعة أو المؤدّي إليها بشرط أن لا
يتعقّبها ضرر أعظم منها أو فوات نفع أكثر منها.
و بيان هذا: أنّ كلّ ما
يسمّى مصلحة، فانّه يكون منفعة أو مؤدّيا إليها بالشروط التي اعتبرناها[1] فهو اطراد الأزمان، و كلّ منفعة أو
مؤدّي إليها بالاعتبار المذكور يسمّى بأنّه مصلحة انعكاسا واجبا، فصحّ أنّ حقيقة
المصلحة