responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 296

و الجواب عن هذه الشبهة:

أن يقال: العقل لا يمنع و لا يحيل أن يجتمع أجزاؤه و تتركّب تركبا مخصوصا، فيثبت لمجموعها حكم و أثر و لا يثبت لأفرادها. ألا ترى انّ اليد بمجموعها آلة في القبض و البسط و الدفع و الجذب و كلّ جزء منها ليس آلة فيه. و كذا القول في سائر الآلات، و ليس كذلك اتصاف المجموع بأنّه أسود، لأنّ كون المجموع أسود معناه أنّ كلّ جزء منه أسود، إذ لا يتركّب‌ [1] من الأجزاء جملة يثبت لها حكم بكونها أسود لا يثبت للأجزاء و الآحاد، و قد ثبت في حصول جملة البدن حيّا قادرا عالما فاعلا ذلك، أي حصول هذه الصفات للجملة دون الآحاد.

ثمّ إن كان المتمسّك بهذه الشبهة من ينصر مذهب النظّام أو ابن الاخشيد، فانّه يقال له إنّ هذه الشبهة ترد على النظام و على ابن الاخشيد أيضا، لأنّ كل واحد منهما يجعل الحيّ الفعّال شيئا منسابا في البدن ذا أجزاء أو لا يجعل كلّ جزء منه حيّا فاعلا.

فإن قال: كلّ جزء منه حيّ قادر فاعل.

قلنا: فيجب أن يضاف الفعل الصادر من الإنسان إلى جماعة قادرين، و لو كان كذلك لصحّ اختلافهم في الدواعي و وقوع التمانع بينهم في أفعال البدن، فصحّ بهذه الجملة التي ذكرناها إضافة الأفعال الإنسانيّة إلى جملة البدن دون أجزائها، و لا مقتضي لإضافتها إلى غيرها، و إذا صحّ ذلك ثبت أنّها الحيّة القادرة الفاعلة المكلّفة المطيعة العاصية، و بطل قول كلّ مخالف في ذلك.


[1] م: لا يترتب.

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست