responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 281

القول في الخاطر

لمّا ذكرنا وجوب النظر و أنّ جهة وجوبه الخوف من إهماله و تركه و الرجاء لزوال ما يخاف منه بفعله: ضرر العقاب، و أشرنا إلى أسباب هذا الخوف و الرجاء، و قلنا إن من جملتها إخطار اللّه تعالى ببال المكلّف ما يخوّفه من ترك النظر و يرجّيه زوال ما يخافه بفعله؛ وجب أن نبيّن حقيقة الخاطر و ما يتضمّنه، و قد اختلفوا فيهما.

فحكي عن أبي عليّ أنّه اعتقاد أو ظنّ، و ذهب أبو هاشم إلى أنّه كلام خفيّ يفعله اللّه تعالى أو ملك داخل سمع المكلّف، كالوسوسة و كما يكلّم المرء نفسه.

فأمّا ما يتضمّنه، فانّ أبا عليّ لم يوجب التنبيه على أمارة الخوف بل قال:

يكفي أن يخطر الإنسان و يلقى إليه: لا نأمن إن لم ننظر ان نستحقّ العقاب، و لكنه أوجب التنبيه على مراتب الأدلة و أمّا أبو هاشم فانّه قال: لا بدّ من أن يتضمّن الخاطر أمارة الخوف من ترك النظر، لأنّ الخوف من دون أمارة يكون من جنس خيالات أصحاب الجنون و السوداء فلا يكون له حكم، ألا ترى أنّ العاقل لا يخاف من سقوط حائط محكم مستقيم غير مائل، و إنّما يخاف من سقوط المائل من الحيطان. فعلى هذا إنما يخاف العاقل ضرر العقاب في ترك النظر و يرجو عدم ضرر العقاب بفعل النظر خوفا و رجاء معتدّا بهما، بحيث يكون لهما

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست