responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 179

القول في أنّه تعالى لا يريد شيئا من القبائح و الفواحش‌

ذهب جماهير أهل العدل إلى أنّه تعالى يريد شيئا من القبائح و الفواحش و المعاصي و لم يحبّها و لم يرض بها، بل كرهها، كما لا يفعلها. و ذهبت المجبّرة إلى أنّه تعالى أراد كلّ ما وجد في العالم من الفواحش و المعاصي، و لم يرد ما لم يوجد من الطاعات التي أمر المكلّفين بها. و ذهبت الأشعريّة إلى أنّه تبارك و تعالى أحبّ وجود الفساد و رضي بوجود الكفر.

و الدّليل على أنّه تعالى لا يريد شيئا من القبائح، أنّ الإرادة إن كان المرجع بها إلى الداعي، على ما ذكرناه في موضعه، فلا شكّ في أنّه لا داعي له إلى شي‌ء من القبائح، و كذا لا داعي له إلى حثّ للعبد و بعثه على القبيح بالعقل أو الشّرع، فصحّ أنّه لا يريد شيئا من القبائح. و إن كان المرجع بالإرادة إلى أمر زائد على الداعي: فإن كان تعالى مريدا بإرادة حادثة لا في محلّ- على ما يقوله أصحابنا- لم يجز أيضا أن يريد القبيح، لأنّه لو اراده لأراده بإرادة حادثة يفعلها، و إرادة القبيح قبيحة، فيكون فاعلا للقبيح و كان يلزم أيضا أن يكون على صفة نقص، إذ المريد للقبيح منقوص، ألا ترى أنّ العقلاء، يستحسنون ذمّ من أراد الفواحش و القبائح، كقتل الأنبياء و الصالحين و انتهاك حرمهم، و يستنقصون من أراد ذلك، و لا يستنقصون من اشتهى قبيحا و لم يفعله و لم يعزم عليه. و هذا كما يدلّ على أنّه لا يجوز أن يريد القبيح بإرادة محدثة، يدلّ على أنّه لا يجوز أنّ‌

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست