responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 148

[الرد على الصابئة]

و امّا الصابئة، فانّه قد يحكى عنهم أنّهم ليقولون: للعالم صانع أحكم الفلك و جعل نجومه مدبّرة لما في العالم، و اضافوا ما يحدث في العالم من الحيوان و النبات إلى النجوم، و إنّهم يعبدون النجوم، ثمّ نحتوا الأصنام على صورها يعبدونها بالنهار إذا غابت النجوم و يذهبون إلى أنّ النجوم توجب بطباعها، التدبير في العالم، و ربما قالوا بأنّها قديمة.

و الرّدّ عليهم هو أن نقول: لا شك في أن النجوم أجسام و الجسم لا يكون إلّا محدثا على ما بيّناه، ثمّ و هي ليست أحياء فكيف يصدر عنها الأفعال!

و أقوى ما يستدلّ به على كونها غير أحياء إجماع المسلمين على أنّها مسخّرات و قد استدلّ على أنها مسخّرات غير متحيّرات: بحركتها التي تجري على طريقة واحدة، إذ الحيّ القادر المختار لا بدّ من أن تختلف حركاته لاختلاف دواعيه.

و قد استدلّ على كون الشمس غير حيّة على الخصوص بحرارتها المفرطة التي يستحيل أن يبقى معها الحياة. و لو سلّمنا أنّها أحياء قادرة لما كانت قادرة الّا بقدرة كما في غيرها من الأجسام التي هي أحياء قادرة. و إذا كانت كذلك كان يجب أن لا يقدر على الاختراع، كما لا يقدر غيرها من القادرين بالقدرة.

فكيف تؤثّر في الأجسام الأرضيّة من الحيوان و النبات على بعدها منها، و كان لا يصحّ منها أصول النعم التي بها تستحقّ العبادة كما لا يقدر عليها غيرها من القادرين بالقدرة فلا يحسن عبادتها.

أمّا عبادتهم الأصنام فمن أقبح ما يكون «و ذلك لأنّ الأصنام جمادات غير حيّة و لا قادرة و معلوم هذا ضرورة من حالها، فكيف تحسن عبادتها مع أنّ العبادة لا تستحق إلّا باصول النعم؟

أمّا قولهم: «ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‌» [1] على ما حكى القرآن‌


[1] الزمر: 3.

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست