محدث و هو المسيح عليه
السلام لقوله تعالى: إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ
كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ[1]
و كذبه الكعبي في رواية الحدثي خاصة لحسن اعتقاده فيه.
4- الخابطيّة و الحدثيّة
الخابطية: أصحاب أحمد بن
خابط[2]، و كذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي[3]، كانا من أصحاب النظام و طالعا كتب
الفلاسفة أيضا، و ضما إلى مذهب النظام ثلاث بدع:
البدعة الأولى: إثبات حكم
من أحكام الإلهية في المسيح عليه السلام موافقة للنصارى على اعتقادهم أن المسيح هو
الذي يحاسب الخلق في الآخرة، و هو المراد بقوله تعالى:
وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا[4] و هو الذي يأتي في ظلل من الغمام، و هو المعنيّ بقوله تعالى: أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ[5] و هو المراد بقول النبي صلى اللّه عليه و سلّم: «إنّ اللّه تعالى
خلق آدم على صورة الرّحمن» و بقوله: «يضع الجبّار قدمه في النّار» و زعم أحمد بن
خابط[6] أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني و هو
الكلمة القديمة المتجسدة كما قالت النصارى.
[6] قال البغدادي في
«الفرق بين الفرق» ص 277، طبعة دار المعرفة ما يلي: «إن ابن خابط و فضلا الحدثي
زعما أن للخلق ربّين و خالقين، أحدهما قديم و هو اللّه سبحانه، و الآخر مخلوق و هو
عيسى ابن مريم و زعما أن المسيح ابن اللّه على معنى دون الولادة، و زعما أيضا أن
المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة و هو الذي عناه اللّه بقوله: وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. و هو الذي يأتي فِي ظُلَلٍ مِنَ
الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ، وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ. و هو الذي خلق آدم على صورة نفسه و ذلك تأويل ما روى أن اللّه
تعالى خلق آدم على صورته و زعم أنه هو الذي عناه النبي صلى اللّه عليه و سلّم
بقوله: «ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر». و هو الذي عناه بقوله: «إن اللّه
تعالى خلق العقل فقال له: أقبل،-