responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 299

يرون المناكحة و كل ما فيه منفعة لبدنه و روحه حراما. و يحترزون عن ذبح الحيوان لما فيه من الألم.

و حكى عن قوم من الثنوية أن النور و الظلمة لم يزالا حيين، إلا أن النور حساس عالم، و الظلام جاهل أعمى، و النور يتحرك حركة مستوية مستقيمة، و الظلام يتحرك حركة عجرفية خرقاء معوجة. فبيناهما كذلك إذ هجم بعض هامات الظلام على حاشية من حواشي النور، فابتلع النور منه قطعة على الجهل لا على القصد و العلم، و ذلك كالطفل الذي لا يفصل بين الجمرة و التمرة، و كان ذلك سبب المزاج. ثم إن النور الأعظم دبر في الخلاص، فبنى هذا العالم ليستخلص ما امتزج به من النور، و لم يمكنه استخلاصه إلا بهذا التدبير.

5- الكينويّة و الصّياميّة و التّناسخيّة منهم‌

حكى جماعة من المتكلمين أن الكينوية زعموا أن الأصول ثلاثة: النار، و الأرض و الماء. و إنما حدثت الموجودات من هذه الأصول دون الأصلين اللذين أثبتهما الثنوية. قالوا: و النار بطبعها خيرة، نورانية. و الماء ضدها في الطبع، فما كان من خير في هذا العالم فمن النار، و ما كان من شر فمن الماء، و الأرض متوسطة.

و هؤلاء يتعصبون للنار شديدا من حيث إنها علوية، نورانية، لطيفة، لا وجود إلا بها.

و لا بقاء إلا بإمدادها، و الماء يخالفها في الطبع فيخالفها في الفعل، و الأرض متوسطة بينهما. فتركيب العالم من هذه الأصول.

و الصيامية منهم أمسكوا عن طيبات الرزق، و تجردوا لعبادة اللّه، و توجهوا في عباداتهم إلى النيران تعظيما لها و أمسكوا أيضا عن النكاح و الذبائح.

و التناسخية منهم: قالوا بتناسخ الأرواح في الأجساد، و الانتقال من شخص إلى شخص‌ [1]. و ما يلقي الإنسان من الراحة، و التعب، و الدعة، و النصب فمرتب على ما أسلفه من قبل، و هو في بدن آخر جزاء على ذلك. و الإنسان أبدا في أحد أمرين:


[1] راجع بشأنها نهاية الأرب 1: 107.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست