و زعم أكثر اليعقوبية أن
المسيح جوهر واحد، أقنوم واحد؛ إلا أنه من جوهرين.
و ربما قالوا طبيعة واحدة
من طبيعتين. فجوهر الإله القديم؛ و جوهر الإنسان المحدث تركبا تركيبا كما تركبت
النفس و البدن فصارا جوهرا واحدا، أقنوما واحدا، و هو إنسان كله و إله كله. فيقال:
الإنسان صار إلها، و لا ينعكس فلا يقال: الإله صار إنسانا.
كالفحمة تطرح في النار
فيقال: صارت الفحمة نارا، و لا يقال صارت النار فحمة، و هي في الحقيقة لا نار
مطلقة، و لا فحمة مطلقة، بل هي جمرة. و زعموا أن الكلمة اتحدت بالإنسان الجزئي لا
الكلي. و ربما عبروا عن الاتحاد بالامتزاج و الادراع
«1»، و الحلول كحلول صورة الإنسان في المرآة المجلوة.