أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض
الروم و استولى عليها. و معظم الروم ملكانية.
قالوا: إن الكلمة اتحدت
بجسد المسيح، و تدرعت بناسوته. و يعنون بالكلمة: أقنوم العلم. و يعنون بروح القدس:
أقنوم الحياة. و لا يسمون العلم قبل تدرعه ابنا، بل المسيح مع ما تدرع به ابن. فقال
بعضهم: إن الكلمة مازجت جسد المسيح كما يمازج الخمر أو الماء اللبن.
و صرحت الملكانية بأن
الجوهر غير الأقانيم، و ذلك كالموصوف و الصفة و عن هذا صرحوا بإثبات التثليث، و
أخبر عنهم القرآن: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ[5] و قالت الملكانية: إن المسيح ناسوت
كلي لا جزئيّ، و هو قديم أزلي، من قديم أزلي. و قد ولدت مريم عليها السلام إلها
أزليا. و القتل و الصلب وقع على
[1] السبالية أو
السابليوسية نسبة إلى سابليوس من قساوسة مصر في القرن الثالث الذي أظهر عقيدته بأن
اللّه أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته أبا و صار إنسانا في العهد الجديد بصفته
ابنا و حلّ في الرسل بصفته روح القدس و الذي اتحد بالإنسان جزء من الأب كالذي حلّ
بالرسل فقاومه ديوناسيوس البطريرك و نفاه و من تبعه من مصر فذهبوا إلى رومية حيث
عقد مجمعها و رفض تعاليمه. (تاريخ الكنيسة 1: 170).
[2] النوءتوسية: و قد
حرفت إلى البوطينوس نسبة إلى نوءتوس من قساوسة القرن الثالث من أزمير. ذهب إلى أن
اللّه هو الأب. قد اتحد بالإنسان الذي هو المسيح فدعا بالابن و به ولد و تألم.
(تاريخ الكنيسة 1: 170).
[3] البولية أو البولسية
نسبة لبولس الشمشاطي أو السميساطي نسبة إلى سميساط. مدينة على شاطئ الفرات في طرف
بلاد الروم يسكنها الأرمن و يقال للبولية البوليقانيون. و قد ذهب بولس و كان من
قساوسة القرن الثالث إلى أن اللّه جوهر قديم و أحد و أقنوم واحد ...». (تاريخ
الكنيسة 1: 162 و 170 و ابن حزم 1: 48).
[4] و قيل لها
الملكائية نسبة إلى ملك الروم و هم يقولون إن اللّه اسم لثلاثة معان فهو واحد
ثلاثة و ثلاثة واحد. و و قالوا إن اتحاد اللّه تعالى بعيسى كان باقيا حالة صلبه.
(المقريزي 4: 408 و اعتقادات ص 54).